كان الأستاذ فرحاً بطبع رسائل النور ويقول:
(هذا هو عيد رسائل النور. كنت انتظر مثل هذا اليوم، لقد انتهت مهمتي اذن وسأرحل قريبا).
وعندما كان يخرج لأمرٍ ما سرعان ما يعود قائلاً لطلابه: لابد أن الملزمات قد جاءت.. لا يجوز لنا ان ندعها تنتظر. يجب العودة حالا.(1)
سنة 1957
في الانتخابات العامة:
جرت الانتخابات العامة في تركيا في هذه السنة، وكان هناك حزبان رئيسان يتنافسان على الحكم وهما: الحزب الديمقراطي الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض مع احزاب صغيرة لا تؤثر كثيراً في سير الانتخابات.
وبالرغم من ان الحزب الديمقراطي لم يكن حزباً اسلامياً، الاّ ان جو الحرية الذي ساد تركيا عقب توليه الحكم، وانحسار موجة العداء الوحشي للاسلام، كل ذلك كان يعطي مسوغاً كافياً للحركات الإسلامية في تركيا ان تصوت بجانب الحزب الديمقراطي.
ومع ان الأستاذ سعيد النورسي لم يدخل الحياة السياسية ولم يؤلف حزباً سياسياً ولم يعلن عن اية نشاطات سياسية كانت، الاّ انه قرر اعطاء صوته للحزب الديمقراطي في تلك الايام ليحول دون مجئ حزب الشعب إلى السلطة. وفعلاً ذهب إلى صندوق الاقتراع وادلى بصوته لصالح الحزب الديمقراطي.(1)
الايام الاخيرة:
قضى الأستاذ سعيد مع طلبته سنواته الاخيرة في مدينة إسپارطة وكان احياناً يقوم بزيارة (بارلا) وكذلك (اميرداغ) ولتقدمه في السن فانه كان في اكثر الاحيان طريح الفراش.
كان قليل اللقاء الناس ولا يستطيع قبول زيارة المئات من الزوار وكان يقول:
(ان قراءة رسائل النور افضل مئة مرة من الحديث معي).