والقبول، ذلك من اجل السعي للعمل الايجابي والاجتناب عن السعي للعمل السلبي لأجل ألاّ أتدخل بما هو موكول أمره إلى الله.بل قابلتها بالرضى والصبر الجميل إقتداءاً بنبي الله جرجيس عليه السلام وبالصحب الكرام الذين قاسوا كثيراً في غزوة بدر و غزوة احد.
نعم مثلاً: انني لم ادعُ بالسوء حتى على المدعي العام الذي اتخذ علينا القرار الجائر رغم انني قد اثبت اخطاءه البالغة واحداً وثمانين خطأً. لان المسألة الأساسية في هذا الزمان هو الجهاد المعنوي، واقامة السد المنيع امام التخريبات المعنوية، واعانة الأمن الداخلي بكل ما نملك من قوة.
نعم، ان في مسلكنا قوة. الا اننا لم نقم باستعمالها الا في تأمين الأمن الداخلي. لذا قمت طوال حياتي بتحقيق الأمن الداخلي اتباعاً لدستور الآية الكريمة: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ (اي لا يجوز معاقبة انسان بجريرة اخيه او احبائه). ان هذه القوة لا يمكن استعمالها الا ضد الهجمات الخارجية. ان وظيفتنا -وفق دستور الآية الكريمة المذكورة- هي الاعانة على ضمان الأمن الداخلي بكل ما نملك من قوة. لهذا السبب لم تشتعل نار الحروب الداخلية المخلة بنظام الأمن الداخلي في العالم الإسلامي الا بنسبة واحد من الالف. وهذا كان من جراء الاختلاف في الاجتهاد. ان اعظم شرط من شروط الجهاد المعنوي هو عدم التدخل بالوظيفة الإلهية. أي بما هو موكول إلى الله. بمعنى ان وظيفتنا الخدمة فحسب. بينما النتيجة تعود إلى رب العالمين، واننا مكلفون ومرغمون في الايفاء بوظيفتنا.
واقول كجلال الدين خوارزم شاه: (ان وظيفتي الخدمة الإيمانية، اما النصر أو الهزيمة فمن الله سبحانه). وانني قد تلقيت درس التقلد بالإخلاص التام من القرآن الكريم.
أجل، يستوجب مجابهة الهجمات الخارجية بالقوة، لان اموال العدو وذراريه يكون بمثابة غنيمة للمسليمن. اما في الداخل فالأمر ليس هكذا. ففي الداخل ينبغي الوقوف امام التخريبات المعنوية بشكل ايجابي بناء، بالإخلاص التام. ان الجهاد في الخارج يختلف عما هو في الداخل. وقد احسن اليّ المولى سبحانه وتعالى بملايين من الطلاب