السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 483
(441-494)

من العلم والفلسلفة، أي غير المتوافق مع القرآن الكريم والمنحرف عن الصراط السوي قد بدأ بنشر الكفر المطلق على طراز الشيوعيين. فبدأ بتطعيم أفكارهم المولدة للفوضى والارهاب ونشرها بوساطة المنافقين والزنادقة وبوساطة قسم من السياسيين الكفرة. علماً ان الحياة لا يمكن أن تسير بدون دين. و(لاحياة لأمة بلا دين) تشير إلى هذه النقطة. إذ لا يمكن العيش-في حقيقة الحال- بالكفر المطلق. ولهذا فان احدى المعجزات المعنوية للقرآن الحكيم انه قد منح هذا الدرس لطلاب رسائل النور ليكونوا سداً امام الكفر المطلق والارهاب في هذا القرن. وحقاً أن الرسائل أدت دورها. نعم ان هذا الدرس القرآني هو الذي وقانا من هذا التيار الجارف الذي استولى على الصين ونصف اوروبا ودول البلقان واقام سداً امام هذا الهجوم. وهكذا وُجد حل سليم امام هذا الخطر الداهم.
اذن لا يمكن لمسلم ان يخرج عن الإسلام ويتنصّر او يتهود او يكون بلشفيا... لان النصراني اذا اسلم فان حبه لعيسى عليه السلام يزداد اكثر. واليهودي كذلك يزداد حبه لموسى عليه السلام بعد دخوله للاسلام. ولكن المسلم اذا ارتد وحل ربقته من سلسلة الرسول محمدy وتخلى عن الدين الحنيف فلا يمكن له ان يدخل أي دين آخر بل يكون إرهابياً. ولا يبقى في روحه أي نوع من الكمالات. بل يتفسخ وجدانه، ويكون بمثابة سم قاتل للحياة الاجتماعية.
لذا نشكر الله عز وجل ان قد بدأ بالانتشار درس من دروس القرآن المعجز لينقذ هذا العصر باسم (رسائل النور) بين ملة الترك والعرب باللغة التركية والعربية. وقد تحقق انها مثلما انقذت قبل ست عشرة سنة ايمان ستمائة ألف شخص. فانها الان قد تجاوز هذا العدد إلى الملايين من الناس. وكما ان رسائل النور اصبحت وسيلة لإنقاذ الإنسانية من الارهاب -شيئاً ما- اصحبت وسيلة للتآخي والوحدة بين الاخوين الجليلين للاسلام وهما العرب والترك، وكذلك اصبحت وسيلة لنشر الاحكام الأساسية للقران الكريم حتى بتصديق اعدائها.
فمادام الكفر المطلق يقف حائلاً امام القرآن الكريم في هذا العصر. وان الكفر يضمر في ثناياه في هذه الحياة الدنيا جهنما معنويا يفوق

لايوجد صوت