السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 482
(441-494)

اخواني ! لا تهاجموا بعض العلماء الذين ظنوا بعض الجاءات العصر ضرورة، وركنوا إلى البدع. لا تصادموا هؤلاء المساكين الذين ظنوا الأمر (ضرورة)، بدون علم وعملوا وفقها. ولهذا فنحن لا نقوم باستعمال قوتنا في الداخل. فلا تتحرشوا بهم وان كان المعارضون لنا من العلماء الائمة. انني قد تحملت وحدي المعارضات كافة، ولم افتر مقدار ذرة قط. ووفّقت في تلك الخدمة الإيمانية بإذن الله. فالآن رغم وجود ملايين من طلبة النور، فانني اسعى بالعمل الايجابي واتحمل جميع مظالمهم وإهاناتهم وإثاراتهم.
اننا لا نلتفت إلى الدنيا، فاذا ما نظرنا اليها فنحن لانسعى سوى معاونتهم فيها. فنحن نعاونهم في تأمين الأمن بشكل ايجابي. وبسبب هذه الحقائق وامثالها نحن نسامحهم حتى لو عاملونا بالظلم .
ان نشر رسائل النور قد أورث قناعة تامة بان الديمقراطيين يساندون الدين ولا يخالفونه. لذا فان التعرض للرسائل يكون ضد منفعة الوطن والملة.
وها مثالاً صغيراً لقاعدة: (ان ضرورة نبعت من سوء الاختيار لا تكون سبباً لجعل الحرام حلالاً): كانت هناك رسالة خاصة سرية قد منعتُ نشرها، وقلت لطلابي ليقوموا بنشرها بعد وفاتي، الا ان المحاكم قد عثرت عليها وطالعتها بدقة ثم قضت بالبراءة . وأيدت محكمة التمييز هذه البراءة. وأنا بدوري اذنتُ بنشرها من اجل تأمين الأمن الداخلي والحيلولة دون ان يمس خمساً وتسعين بالمئة من الأبرياء ضرر، وقلت: يمكن نشرها بالاستشارة.
المسألة الثالثة:
يسعى الكفر المطلق حالياً لنشر جهنم معنوي رهيب، بحيث يلزم ان لا يقترب منه أي إنسان في العالم اجمع. ولكن أحد اسرار كون القرآن الكريم (رحمة للعالمين) هو: مثلما انه رحمة للمسلمين جميعاً، فهو رحمة لجميع الكفار ايضاً وبني آدم اجمع، حيث يورثهم احتمال وجود الاخرة ووجود الله سبحانه، فيخفف عنهم بهذا الاحتمال شيئاً من الجحيم المعنوي الذي يكتوون بناره في هذه الحياة الدنيا. وهذا سر دقيق من اسرار كون القرآن رحمة للخلق اجمعين. الا ان قسم الضلالة

لايوجد صوت