ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | زهرة | 274
(255-282)

مركب وكل ذي حياة كنفرٍ من العسكر له نَسَب في دوائر المركبات. وله وظائف لفوائد، بعدد نَسَبه فيها كذرة عينك في حجيرة عينك، وفي عينك، وفي اعصاب وجهك، وفي شرايين بدنك.. لها في كل نسبةٍ وظيفةٌ لفائدة وهكذا.. فكل شئ يشهدُ على وجوب وجود القدير الازلي بلسان عجزه عن تحمل ما لاطاقة له به، من وظائفه المحمولة عليه في نظام الكون وحفظ موازنة قوانينه؛ اذ (النظام والموازنة) بابان مهمان دقيقان من (الكتاب المبين). فاين الذرة والنحلة - مثلا - واين قراءة ذلك الكتاب الذي هو في يد مَن يطوي السماء كطي السجلّ للكتب!.. وكذا يشهد كلُّ شئ على وحدة واجب الوجود الحق سبحانه بعلاقته وهو فرد بالمركبات المتداخلة المتصاعدة ووظائفه في مقاماتها ونَظَر نِسَبِه ووضعيته الى نقوشها!.. ثم ان الفاطر الحكيم أجمل لكل شئ دساتير بابي الكتاب المبين في لذة خاصة واحتياج مخصوص بذلك الشئ، اذا عمل الشئ عليها صار ممتثلاً من حيث لايشعر لأحكام ذلك الكتاب. مثلا: ان البعوض في حين ما يجئ الى الدنيا يخرج من بيته بلا توقف، فيهجم على وجه الانسان فيضربه بعصاه فينفجر منه له ماءُ الحياة، فمَن علّمه بهذه الصنعة كرّا وفراً؟. واعترف أني لو كنتُ في موقعه لما تعلّمتها الا بتدرّس مديد وتدرب عديد. فقس على البعوضة والنحلة والعنكبوت الملهمين كل الحيوانات والنباتات، قد اعطى الجواد المطلق سبحانه ليدِ كل فرد منها (تذكرة مكتوبة بمداد اللذة والاحتياج). فسبحانه سبحانه! كيف ادرج سرائر ما في سطور بابَي الكتاب المبين في تذكرة مسطورة في رأس النحلة مثلا، مفتاحُها لذة خاصة بالنحلة المأمورة؟
وهكذا فيظهر مما سمعت مما مر بالحدس الايماني سرٌ من اسرار: ﴿وَرحمتى َوسِعَت كُلَّ شئ﴾(الاعراف:156) وسرٌ من أسرار: ﴿وإنْ مِنْ شَئٍ الاّ يُسَبِّحُ بحَمدهِ ولَكِن لاتفقهونَ تَسبيحهُم﴾(الاسراء:44) وسرٌ من

لايوجد صوت