ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 343
(332-392)

اعلم!(2) انه كما ان للسلطان عنوانات متنوعة لحاكميته في دوائر حكومته وطبقات رعيته ومراتب سلطنته ووظائف اميريته، كأنه موجودٌ حاضرٌ ومشهودٌ ناظرٌ في كل دائرةٍ وخلفَ كلِّ حجابٍ بممثله وقانون نظامه، كذلك مثلا: ﴿ولله المثل الاعلى﴾ ان من له الاسماء الحسنى، له تجلٍ في عالَمٍ عالَمٍ بعنوان اسمٍ من اسمائه الحسنى ويستتبع ذلك الاسم في دائرة سلطنته سائرُ الاسماء بل يتضمنها.. وكذا يتصرف في كل طبقةٍ طبقةٍ كلاًّ وجزءاً، كلياً وجزئيا بتجل خاص في ربوبية خاصة بجلوات اسم خاص، اي يتجلى عليه بخصوصية كأنه يخصّه، مع انه يعمُّ ويحيط.
وله سبحانه في مراتب ربوبيته شؤونات متناظرة.. وله في سرادقات الُوهيته اسماءٌ متعاكسة.. وله في مرايا حشمته تمثيلات متفاوتة.. وله في تصرفات قدرته عنوانات متنوعة.. وله في تجليات صفاته ظهورات متزاهرة. وله في جلوات افاعيله تصرفات متظاهرة.. وله في تنويع مصنوعاته ربوبيات متدائرة على تجلي الاحدية على جزئيات محاط الواحدية، كما اشار الى هذه الحقيقة العظيمة الواسعة ترجمان لسان القدم في مناجاته في (الجوشن الكبير) (1) وهذه المناجاة مشتملة على تسعة وتسعين عقدة، وصدفٍ كل منها متضمنة لاثني عشر من جواهر التوحيد صريحاً او ضمناً؛ اذ اذا نودى احدٌ بوصفٍ مطلق في مقام التعيين يدل على انحصار الوصف فيه. مثلاً: (يادائم) أي: يامن لا دائم في العالم الا هو. فله سبحانه حجب نورانية الى سبعين الفاً، كما روي(2).. ولوجود المنافذ في الحجب والتناظر في الشؤونات والتعاكس في الأسماء، والتداخل في

-------------------

(2) تفصيله في الغصن الاول من الكلمة الرابعة والعشرين وفي الكلمة الحادية والثلاثين.
(1) الجوشن: لغة: الصدر والدرع. والمقصود هنا مناجاة الرسولy المروية عن زين العابدين رضي الله عنه.
(2) عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللهy: (ان الله عز وجل دون سبعين ألف حجاب من نور وظلمة وما يسمع من نفس شيئاً من حس تلك الحجب الاّ زهقت) رواه الطبرانى في الكبير 5802، وابو يعلى 2 / 355.

لايوجد صوت