بدون الطريقة، اي المشهورة. وكذا رأيت طريقاً موصلاً الى العلوم المقصودة بدون المرور على برزخ العلوم الآلية.
نعم ومن شأن الرحمة الحاكمة ان تُحسِن لابناء هذا الزمان - السريع السير - طريقاً هكذا قصيراً سليماً.
اعلم! انه كما ان وجود الشئ وحياته برهان باهر على وجوب وجود موجده وصفاته، وآية نيّرة على انه وحده، اي له كل شئ، وحجة قاطعة لأيدي الاسباب.. كذلك فناء الشئ وموته في تجدد الامثال برهان ظاهر على بقاء المبدئ المعيد الوارث الباعث، ودليل واضح على انه لا شريك له - اي ليس لشئ من الاشياء شئ من الاشياء من جهة الخلق والايجاد - وحجة قاطعة لأيدي أنفس الاشياء من التأثير في انفسها.
الحاصل: ان الحياة تقول: لا اله الا هو وحده، وتردّ الاسباب.. وان الموت يقول: لا اله الاهو لا شريك له، ويردّ الأنفس.
اعلم! ان من وظائف حياة الانسان؛ شهوده لتحيات ذوي الحياة لواهب الحياة. ثم الشهادة عليها، اي يشاهد عبادة الكل فيشهد عليها ويعلنها كأنه ممثل الكل ولسانُهم يخبر الكل بعمل الكل في الاعلان لدى سيدهم.
اعلم! ان القرآن والمنَزل عليه القرآن يبحثان عن مسائل عظيمة، ويثبتان حقائق جسيمة. ويبنيان اساسات واسعة. كامثال اثبات وحدانية مَنْ يطوي السَـماء ﴿كَطَيّ السِجل لِلكُتُبِ﴾(الانبياء:104) ﴿والارضُ جميعاً قَبْضَتُهُ يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه﴾(الزمر:67) ﴿ومَا امْرُ السَّاعة الاَّ كَلَمْحِ البَصَرٍ﴾ (النحل:77) بالنسبة اليه. ﴿وتُسَبحُ لَهُ السَّمواتُ السَّبْعُ والارضُ ومَنْ فيهن﴾ (الاسراء:44) ﴿وخَلَقَ السَّمَواتِ والارْضَ في سِتَةِ اَيَّامِ﴾(الاعراف:54) ﴿ويُحْيي الارْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾(الروم:19) ويحشر في تلك