ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 360
(332-392)

المراد الانحصار، اي انما خُلق ذلك لهذا، بل ان هذا المشهود لكم من ثمرات ذاك.
اعلم! ان من سكته التى لا تقلَّد، ومن خاتمه الذي يختص به، ومن أبهر براهين التوحيد في قدرة غير متناهية، وعلم لايتناهى في تصرف مطلق، في اتقان مطلق، في سهولةٍ مطلقةٍ.. خلقُ اشياء مختلفات لا تعد، من شئ واحد بسيط، كالنباتات باشتاتها من التراب وكمختلفات اعضاء الحيوان دماً لحماً عظماً وغيرها من غداءٍ بسيط.. وكذا خلقُ الواحد من انواع متباينة لا تحصى كجسد الانسان - مثلا - من مطعوماته الغير المحصورة..
فسبحان من هو القدير على ان يجعل شيئاً كل شئٍ، ويجعل كل شئٍ شيئاً.
اعلم! ان في ﴿اَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾(الواقعة:64) سر عظيم ومثل عظيم!.. اذ كما انك تحفظ من التفتت والضياع بعض البذور، وتدخرها ثم تزرعها في مزرعتك.. كذلك ان الوارث الباعث الحفيظ الذي يحي الارض بعد موتها، يكتب ثمرات اعمال جميع النباتات فيرثها حافظا لها، ثم يزرعها منثورة بحكمة توزيعٍ وانتظام تقسيم، باطارة بعض البذور الى الاطراف لا مجتمعة خلف اصلها فقط، ثم ينشر اوراقها وازهارها حتى يصير نظير: ﴿وَاِذا الصّحُفُ نُشِرَتْ﴾(التكوير:10) فانظر من شدة اهتمامك حتى تقتدر على حفظ بعض البذور، الى كمال حفيظية الحفيظ المطلق في محافظة ما لا يعد من الصنيدقات اللطيفة المتضمنة لفهرستات امهاتها المعينة بمسطر القدر، من مغيّرات ومُفسدات لا تحد في انقلابات لا تعد، مع نهاية التمييز في نهاية الاختلاط. فهذا الحفظ لا يخليك غاربك على عنقك تفعل ما تشاء ثم تموت وتستريح.. ﴿اَيَحْسَبُ الانسانُ اَنْ يُتْرَكَ سُدىً﴾(القيامة:36) كلا ليحاسبنّ على النقير والقطمير..

لايوجد صوت