ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شعلة | 411
(393-427)

اعلم! ايها الوهّام ! اذا تهاجمت عليك الاوهام، فانظر يمينا لترى دوائر تصرف الخلاقية تتناظر متضايقةً، من دائرة المجرّة ومدار السيارات؛ متسلسلة الى دائرة الجوهر الفرد ومدار الذرات. ومن خلق السموات مسردةً، الى خلق الثمرات. ومن انشاء الارض، الى ايجاد الارَضَة الآكلة للشجرة بتناظر، وتشابه، وتساند. تدل على اتحاد القَلَم، ووحدةِ السكّة، وانت في وسط مخروط الكائنات قائمٌ، حامل للامانة، مقلَّد بالخلافة.
ثم انظر شمالا لترى النظام العام يأمر بالعدل في كل شئ.
وترى الميزان التام ينهى عن الميل في كل شئ.
ففي ذاك؛ ما هو كالبرق يطيِّر الاوهامَ. وفي هذا ؛ ما هو كالرعد يطردُ الاحلامَ..
ثم انظر اليك، لترى نفسَك وجسمك مصنوعين من الرأس الى القدم، من اصغر حجيرة، الى تمام بدنك الذي هو ايضا حجيرة كبرى..
ثم انظر في قلبك، الى فوقك، لترى بايمانك انوار نور الانوار.. الذي خلق النور.. ونوّر النور.. وصوّر النور.. ونفذ انوار تجلياته في كل شئ جل جلاله.
اعلم! ان استعمال اسم التفضيل في بعض اسماء الله وصفاته وافعاله كـ (أرحم الراحمين واحسن الخالقين، والله اكبر) وغير ذلك لاينافي محض التوحيد. اذ المراد تفضيل الموصوف بالحقيقة وبالذات، على الموصوف بالوهم وبالنظر الظاهري الاسبابي او بالامكانات العقلية. وكذا لاينافي عزة الواحد القهار؛ اذ ليس المراد منه الموازنة بين صفاته او فعله في نفس الامر، وبين صفات المخلوقين وافعالهم؛ لان مجموع ما في المصنوعات من الكمال ظل مُفاضٌ بالنسبة الى كماله سبحانه. فلا حقَّ للمجموع - من حيث المجموع - ان تكون له نسبةُ موازنة معه، حتى يصير مفضَّلا عليه..

لايوجد صوت