ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شعلة | 413
(393-427)

على جميع صفاته بالدلالة الالتزامية.. وكذا لفظ الإله، في سياق النفي(1).
اذا علمت هذا ؛ فاعلم ان (لا اله الا الله) يتضمن من التوحيد، ومن احكام التوحيد عدد الاسماء الحسنى..
فهذا الكلام الواحد يشتمل على الوف كلام، كل كلام مثل هذا الكلام مركب من نفي واثبات. ولاجل ان النفي يتوجه الى فردٍ فرد بالاستغراق الفردي؛ يكون في الاثبات، اثبات مجموع ما نفي عن الغير، بالقاعدة المقررة في المنطق. فكأنه قيل: (لا خالق، ولارازق، ولا قيوم، ولا مالك، ولا فاطر، ولا قهار، الا الله) .. وهكذا، فيمكن ان ينبسط هذا الكلام للذاكر المترقي في الاطوار والمراتب، على كل مراتبه واحواله. فيكون التكرار كالتأكيد بالتأسيس..
اعلم! انك اذا عرفتَ ان الكلَّ منه تعالى، واذعنتَ به، لابد ان ترضى بما سرّ او ضر. وان لم ترض، اضطررت الى الغفلة. ومن هذا السر، وضعت الاسباب الظاهرية، وغُطيت الاعين بالغفلة؛ اذ ما من احد الا وما يخالف هَوَسَه، وهواه، ومشتهاه، ومناه - من حادثات الكائنات - ازيد اكثر مما يوافقها.. اذ ما بنيت الكائنات على هندسة هَوَس ذي الاماني، بل تجري الرياح بما لا تشتهي السُفن. فلو لم ير المرءُ ذو الهوى هذه الاسباب، ولم يغفل عن مسبِّب الاسباب لتوجّه اعتراضه الباطل، وكراهتُه، ونفرته، وحدته وغيظه الواهية الى الفاطر الحكيم والمالك الكريم. فاذا رمى الغافلُ سهم اعتراضه اصاب الفلك(1)، او الشيطان، او انعكس الى رأسه ونفسه..
اعلم! انك اذا امعنت النظر، تفطنت ان ُبعدَ (الممكن) عن درجة الايجاد، بمراتبَ غير متناهية، بالنسبة الى مقدار ما يُشاهد في ذلك المصنوع المستند الى ذلك الاقتدار الغير المتناهي..
----------------

(1) اي في: لا اله الاّ الله.
(1) الدهر : المقدرات الالهية : القدر.

لايوجد صوت