ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شعلة | 412
(393-427)

بل المراد الموازنةُ بين اثرِه الخاص على مفعولٍ خاص، وتأثّر المفعول من تأثيره الحقيقي فيه على درجة استعداده الخاص.. وبين اثر الوسائط الظاهرية في ذلك الشئ الخاص وتأثره منها. كما يُقال لنفر لا يعظّم اِلاّ جاوِشَه(1) ويحصُر شكرَه وحرمته عليه: يا هذا !. السلطان اعظمُوارحم من جاوشك.. وليس المراد المفاضلة بين الجاوش والسلطان في نفس الامر ؛ اذ هو هزلٌ، ما هو بالجد. بل المراد المفاضلة بالنسبة الى ذلك النفر، باعتبار درجة مربوطيته بالسلطان حقيقةً، وبالجاوش تبعاً مع إذن السلطان.
واما ارأف من كل رؤف، واكرم من كل كريم، واعز من كل عزيز وامثالها؛ فالمراد ان لو اجتمع جميع رأفات جميع الكرماء على شخص، ما ساوت ما اصاب ذلك الشخص من بحر رحمته التي لانهاية لها.
ففيها تفضيلٌ من اربعة اوجه: اذ المفضّل حقيقي، وواحد، وفي واحد، وبواحد. والمفضَّل عليه اعتباري، وجماعة، وبجميع ما في ايديهم، لا يساوي حصة واحدة، في شـخص واحـد مما لايـتـنـاهى مـن فيض الاحـد الصـمـد.. وكما قـال تـعـالى ﴿انَّ الَّذينَ تَدْعُونَ مِنْ دون الله لَنْ يَخْلُقُوا ذبَاباً ولو اجْتَمَعوا لَهُ﴾ (الحج:73).
اعلم! ان لفظ (الله) يدل بالدلالة الالتزامية، على معاني كل الاسماء الحسنى وعلى جميع الاوصاف الكمالية. خلافا لسائر الاعلام الدالة على ذوات المسميات فقط.. بسرّ ان صفات سائر الذوات ليست بلازمة للذوات، فلا يدل اسم الذات على صفتها، لا مطابقةً، ولا تضمنا، ولا التزاما. واما الذات الاقدس؛ فلوجود اللزوم البيّن، بينَه وبين صفاته واسمائه.. وكذا لاستلزام الالوهية لها، يدل اسمه العَلَمي

-----------------

(1) رتبة عسكرية تقابل العريف.

لايوجد صوت