ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شعلة | 421
(393-427)

غاية الحياة، كوني انموذجا وفهرستةً لآثار تجليات اسمائه الحسنى.. حسبي من الحياة وكمالها، اظهاري بلسان احوالي لتجليات اسماء من قامت السموات بامره، واستقرت الارض باذنه.. حسبي من لذة الحياة، علمي باني مملوكُه ومصنوعُه ومخلوقه وعبده وفقيره، وهو خالقي والهي وربي وفاطري ومالكي ورحيمٌ بي ومنعِمٌ عليّ.. حسبي من الكمال، الايمان بالله.. وحسبي من كل شئ (الله) ..
اعلم ! ان في التوحيد، واسناد الاشياء الى الواحد سهولة بلا نهاية، الى درجة الوجوب، وقيمة غالية بلا نهاية. وان في الشرك، واسناد المصنوعات الى الكثرة صعوبة بلا نهاية الى درجة الامتناع. وسقوط قيمة، وذلة نازلة بلا غاية، كما مر مراراً. الا ترى كيف يتعاظم ما في يد الجندي مما يُنسب الى السلطان ويعزّ منه ما هو في امر السلطان. ويغلو كلامه الذي هو بحساب السلطان قيمةً وأهميةً. ويتيسر بكمال السهولة (تدارك كل لوازمات الحياة) من خزائن الملك وماكيناته. وكيف يتساقط ما ذُكر، هباء منثورا ؛ ان انقطع الربط بعصيان الجندي!
اعلم ! ان الضر كالنفع منه.. وكذا الشر كالخير منه.. والموت كالحياة بقدرته وقدره؛ اذ في موت شئ، حياة آخر او مبدؤها. او هو، هي. وكذا الشر والضر.
اعلم ! ان في روح الانسان قابليةً بوجهين: لِلَذّات غير متناهية، وآلام غير محصورة من جهة جامعية ماهيته، وكثرة جهازاته بلا حد. ومن جهة تلذذه بتنعمات اولاده واخوانه من ابناء نوعه او جنسه او اخوانه من اجزاء الكائنات، وتألمه بتألماتها..
اعلم ! اني قد شاهدتُ ان النظر الى الغير مع نسيان النفس، يقلب الحقائق. كالنظر في الماء يريك الاشياء المعنوية، معكوسة منتكسة. فمع انك تجهل، تعتقد أنك تعلم..

لايوجد صوت