ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شعلة | 423
(393-427)

وفي سورة العنكبوت: ﴿وانَّ اوهَنَ البُيُوتِ﴾ الى ﴿لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾(العنكبوت:41) وامثالها..
اعلم ! ان همة الاولياء ومدَدَهم، وافاعليهم المعنويةبالافاضات نوعٌ من الدعاء، حالي او فعلي. والهادي هو الله وهو المغيث المعين. ولقد تلمّع لي شئ، لكن ما تشخص واضحاً؛ وهو ان في الانسان لطيفة وحالة، اذا دعا الانسان - ولو كان فاسقا - بلسانها استجيب له قطعا. نعم هي لطيفة اذا اقسمت على الله ابرّها .
اعلم ! يا مَن يتيقن الماضي، ويشك في الآتي!.. اذهب بنفسك الى عصرين من قبل، وافرض نفسَك جدّك الذي هو في وسط شجرة نَسَبك. ثم انظر الى اجدادك الذين هم موجودات ماضوية. ثم الى اولادك المتسلسلين منك اليك، الذين هم ممكنات استقبالية، هل ترى تفاوتا بين الجناحين؟ كلا لاترى، لا في الانتظام، ولا في شئ يوهم وجود التصادف. بل كما ان الاول مصنوع بعلم واتقان يراه صانعُه. كذا الثاني ؛ سيُصنَع كذلك وهو مشهودٌ لصانعه قبل كونه. فاعادة اجدادك، ليست بأغرب من ايجاد اولادك. بل هو اهون منه. كما قال سبحانه ﴿وهُوَ اهْوَنُ عَلَيْه﴾(الروم:27). فقس على هذا الجزء الجزئي، الكل الكلي. لترى كل الوقوعات الماضية معجزات، تشهد على ان صانَعها قدير على كل الممكنات الاستقبالية. وعليمٌ بتفاصيلها، ومحيطٌ وبصير بها .
نعم، كما ان هذه الموجودات الجلية، والاجرام العلوية، في بستان الكائنات: معجزات تشهد وتنادي على ان خلاقها على كل شئ قدير، وبكل شئ عليم. كذلك هذه النباتات المتلونة المتزهرة المنثـورة، وهـذه الحيوانات المتنوعة المتزينة المنشورة في حديقة الارض، خوارقُ صنعةٍ ؛ تشهد بأعلى صوتها على ان صانعها على كل شئ قدير، وبكل شئ عليم. تتساوى بالنسبة الى قدرته الذراتُ والشموس، ونشرُ اثمار الشجر، وحشرُ ابناء البشر.. نعم ليس انشاء ازهار شجرة

لايوجد صوت