ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 463
(451-507)

مسوّقٌ لمقصدٍ اِرشادي.. أو يفسّرُ بتعبير كتعبير النائم في نومه ما رآه اليقظانُ في يقظته.. فكما تُعبّر أيّها اليقظان مارآه النائم، كذلك فعبّر أيُهّا النائم - ان استعطت َ- في غفلة هذه الحياة ما رآه اليقظانُ الذي لاينام قلبُه الذي هو مظهر ﴿مازاغ البصر وما طغى﴾(النجم:17).
ثم ان الحكمة في ابهام أجَل الشخص وموتهِ.. (لينتظره دائماً فيستعدّ لآخرته) هي الحكمة في إبهام الساعة، التي هي موتُ الدنيا لينتظرها أبناء الدنيا..
ومن هذا السر انتظَرها أهلُ كلِّ عصرٍ من عصرِ السعادة الى الآن، كما هي الحكمة الدافعة للغفلة العامة، وهذا الانتظار، من هذه الحكمة، لا من ارشادِ النبوة، في التعيين والحكم بالانتظار للوقوع، بل بالانتظار الذي يقتضيه الإبهام لدفع الغفلة. ولقد سهى مَن لم يميّز الحكمة من العلّة.
واما المهدي فلتقوية القوة المعنوية وردّ اليأس عند استيلاء الضلالة، ولتشجيع ذوي الهمم المجدّدين في الانسلاك في سلك نوراني إمامُه ورأسُه المهدي رضي الله تعالى عنه. فهذه الحكمة تقتضي الابهام ليُمكَن الانتظار في كلّ زمان.
اعلم!(1) أيها المسلم في الظاهر والاسم! مَثَلُك في تقليد الكفار في السفاهة ومعارضة الأحكام الاسلامية كمثل فردٍ من عشيرة يرى رجلاً عدوّاً من عشيرة أخرى يذم عشيرة الأول ويزيّف رئيسَها ويحقّر عاداتها، مستنداً الى عشيرته متمدحاً بمفاخرها. فيظنّ ذلك المسكين اَنْ لَو ذمّ هو أيضاً عشيرة نفسِه وحقّر عاداتها صار كذلك الرجل العدو! ولا يعرف ذلك أنَّهُ بهذا الردِ والارتداد، اِما مجنونٌ جرئ أو رذيل دنئ يكسر ظهرَهُ فيصير يتيماً طريداً.

-------------------

1) المسألة الثالثة من رسالة الثمرة - الشعاع الحادى عشر - توضح هذا المبحث.

لايوجد صوت