قادرين على منازلته والتغلب عليه في ساحة المعرفة وميدان العلوم حاول بعض الشباب إيذاءه بالقوة والصراع والعراك. فطرق سمع أهالي (سعرد) هذا الخبر فحالوا دون ذلك وأنقذوه من بين ايديهم، ووضعوه في غرفة حفاظاً عليه، ولكنـه لفرط حبه لأهل العلم، اندفع من الغرفة خارجاً وقرر ان يدافع عن معارضيه من طلاب العلوم حتى لو قضوا عليه، وذلك لئلا يكونوا هدفاً للجهلاء. فتوجّه إلى أحد الطلاب قائلاً:
- اقتلوني... ولكن حافظوا على شرف العلم ومكانته.
وانصرف دون ان يهاجمه أحد من الطلبة... وهكذا زال الخلاف.
ولكن عندما سمع متصرف مدينة (سعرد) الخبر أرسل إلى الملا سعيد ثلة من الجندرمة ليبلغوه أنه أمر بنفي المعارضين له حفاظاً عليه وأنه يستدعيه لمقابلته. ولكن بديع الزمان خاطب رئيس الجندرمة:
- نحن طلاب العلم، قد نتخاصم، ثم نتصالح ونتصافى فيما بيننا. فلا نرى من المناسب ان يتدخل من ليس من مسلكنا فيما يدور بيننا.على ان الخطأ قد صدر مني فأرجو إبلاغ المتصرف اعتذاري عن المجئ .
كان الملا سعيد في هذه الأثناء في الخامسة عشر من عمره يتمتع بقوة البدن والنشاط فضلاً عن إفحامه جميع العلماء مما جعلهم يطلقون عليه (سعيدي مشهور) أي السعيد المشهور، حيث أعلن في (سعرد) انه مستعد للإجابة عن أي سؤال كان يرد منهم دون ان يسأل احداً سؤالاً.
عاد مرة أخرى إلى (بتليس) وطرق سمعه ان هناك سوء تفاهم بين الشيخ محمد أمين أفندي وشيوخ خيزان فحذّر الناس من مغبة الغيبة التي لا تليق بالمسلمين. فشكوه إلى (الشيخ محمد أمين أفندي) الذي قال:
- انه مازال صبياً ليس اهلاً للخطاب.
بلغ هذا الكلام سمع الملا سعيد، وهو الذي لا يتحمل أدنى من هذا الكلام. فحضر مجلس الشيخ، وقبّل يده وقال:
- سيدي... أرجو التفضل بامتحاني، فإنني على استعداد لأن أثبت أنني أهل للخطاب.
فأعدّ (الشيخ أمين أفندي) ستة عشر سؤالاً من اعقد المسائل لمختلف