1894م (1311هـ)
إنزواؤه في تيللو:
كنت آنذاك منـزوياً - كحالي الآن - تحت قبة خالية، فكانوا يأتون لي بالحساء، وكنت أقوم بإعطاء حبات الحساء إلى النمل واكتفي بغمس الخبز في سائل الحسـاء. سألوني (في محكمة أسكي شهر) عن السبب فقلت: ان أمة النمل وكذلك النحل تعيـش في نظام جمهوري، وأنا أعطي الحبات للنمل احتراماً لنظامها الجمهوري.
ثم قالوا: أنت تخالف بذلك السلف الصالح. فأجبتهم:
- لقد كان الخلفاء الراشدون خلفاء ورؤساء جمهورية في الوقت نفسه. فالصديق الأكبر (رضي الله عنه) كان دون شك بمثابة رئيس جمهورية للعشرة المبشرة وللصحابة الكرام. ولكن ليس تحت عنوان او شكل فارغ، بل كل منهم رئيس جمهورية متدين يحمل معنى العدالة الحقيقية والحرية الشرعية.(3)
((وفي أثناء اعتكافه في تيللو حفظ من كتاب (القاموس المحيط) للفيروزآبادي حتى باب السين. وعندما سئل عن سبب قيامه بذلك أجاب:
- إن القاموس يورد المعاني المختلفة لكل كلمة، وقد خطر لي أن أضع قاموساً أنحو فيه عكس هذا المنحى، أي أورد فيه عدد الكلمات المختلفة التي تشير إلى المعنى نفسه)).(1)
دفع الظلم:
((وفي إحدى الليالي رأى في المـنام الشيخ عبد القادر الگيلاني (قدس سره) وهو يخاطبه:
- ملا سعيد! اذهب إلى رئيس عشيرة ميران (مصطفى پاشا)(2)، وادعه إلى الهداية والرشاد والإقلاع عن الظلم، وليقم الصلاة ويأمر بالمعروف.. واقتله إن لم يستجب.
بادر الملا سعيد إلى الذهاب إلى عشيرة ميران قاصداً خيمة مصطفى
(2) T.Hayat, ilk hayatı
(3) الشعاعات / 425
(1) T.Hayat, ilk hayatı
(2) كان السلطان عبدالحميد الثاني قد منح رتبة الباشوية له ولبعض رؤساء العشائر الكردية في شرقي البلاد حيث كان هؤلاء يؤلفون باتباعهم المسلحين "ميليشيات" تقوم بمهمة الحراسة على الحدود مع روسيا وتعاون الجيش النظامي، وتحفظ الأهالي من هجمات العصابات الأرمنية المسلحة ،ويضمن السلطان بهذه الطريقة ولاء رؤساء هذه العشائر للدولة ويحول دون قيامهم بحركات عصيان ضدها.