السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 115
(86-123)

والآن سنباشر بذكر جناياتي البالغة إحدى عشرة جناية ونصف جناية ...(1)
(هذا الدفاع الرائع الشجاع طبع مرتين في وقته ونشر، وعندما كان يُنتظر صدور حكم الإعدام من تلك المحكمة الرهيبة حكمت ببراءة بديع الزمان -علماً أنها علقت الكثيرين على أعواد المشانق- ولكن بديع الزمان بدلاً من أن يشكر المحكمة على قرارها سار من منطقة بايزيد -حيث المحكمة- إلى منطقة السلطان أحمد ويعقبه جمّ غفير من الناس، ويهتفون : فلتعش جهنم للظالمين ولتعش جهنم للظالمين).(2)
براءته من المحكمة ودفاعه عن الأبرياء :
ألقيتُ هذه الأسئلة في اليوم الثاني من تبرئتي على مسامع خورشيد باشا رئيس المحكمة العسكرية العرفية الأولى، وعلى غيره عدة مرات، وذلك دفاعاً عن المسجونين الأبرياء .(1)
ما جزاء من يتعرض لإنسان تشكّل في صورة ثعبان، ولولي صالح تقمص صفة شقيّ، وللمشروطية التي لبست لباس الإستبداد ، وما هم في الحقيقة سوى ثعابين وشقاة ومستبدين؟
هل يكون المستبد شخصاً فرداً واحداً؟ أم يمكن ان يكونوا اشخاصاً عديدين مستبدين؟ وأرى ان القوة يجب ان تكون في القانون، والاّ سيتوزع الإستبداد ويشتد اكثر بالمنظمات.
ايّما اضرّ : إعدام برئ أم العفو عن عشرة جناة؟
أفلا يزيد من سبل النفاق والتفرقة تشديد الخناق على أرباب المسالك والفكر، علماً انه لا يغلبهم؟
أيمكن بغير رفع المحسوبية والامتيازات حصول اتحاد الأمة الذي هو معدن حياتنا الاجتماعية؟
إذا عدّت فرقة معينة نفسها صاحبة امتيازات على الآخرين، وألجأت الناس إلى الظهور بـمظهر المخالف للمشروطية، وذلك بكثرة تعرض تلك الفرقة لهم وجرحها لمشاعرهم، فعلى من يقع الذنب لو تعرض الجميع للإستبداد العنيد المتستر تحت اسم المشروطية، التي تقلدته تلك الفرقة؟
على من تقع المسؤولية فيما لو ترك بستاني باب البستان مفتوحاً، ودخل فيه من دخل، ثم ظهر حدوث السرقات؟
------------------------

(1) والنص الكامل للدفاع في مجموعة صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية / 440
(2) T. Hayat, ilk hayatı
(1) ب/ 257 عن آثار بديعية/ 257

لايوجد صوت