السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 117
(86-123)

التي كان يلقيها للحيلولة دون تفسير الحرية تفسيراً خاطئاً وتغييـر مجراها الحقيقي. ولإعلام الناس ان الرضى بالمشروطية يكون مشروطاً بالشرع.. فاستفاد الناس والسياسيون والعلماء من تلك المقالات والخطب أيما استفادة.
وكان يبشر الناس دوماً ببزوغ الفجر الصادق لسعادة آسيا الدنيوية، وذلك بانتباه الروح الملية بشرط الامتثـال بالأوامر الشرعية، لئلا تفلت تلك اليقظة الملية. وكان يحذّر قائلاً : (إن لم نقبل المشروطية المشروعة والحرية والشرعية ولم يطبقا على الوجه المطلوب فسوف نضيعهما وستحل إدارة مستبدة محلهما).(3)
1910م (1328هـ)
في طريقه إلى (وان)
«لم يلبث في إستانبول، بل غادرها إلى (وان) عن طريق (باطوم). وفي طريقه إلى (وان) مرّ على مدينة (تفليس) وصعد على (تل الشيخ صنعان).»(1)
محاورة مع البوليس الروسي:
قبل عشر سنوات ذهبت إلى (تفليس) وصعدت تل الشيخ صنعان، كنت أتأمل تلك الأرجاء أراقبها. اقترب مني أحد رجال البوليس فقال :
- بم تنعم النظر؟
قلت: اخطط لمدرستي!
قال: من أين أنت؟
قلت: من بتليس
قال: وهنا تفليس!
قلت : بتليس وتفليس شقيقتان
قال: ماذا تعني؟
قلت : لقد بدأ ظهور ثلاثة أنوار متتابعة في آسيا، في العالم الإسلامي، وستظهر عندكم ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض، سيُمزّق هذا الستار المستبد ويتقلص، وعندها آتي إلى هنا أنشئ مدرستي.
قال: هيهات ! إنني أحار من فرط أملك؟
قلت : وأنا أحار من عقلك ! أيمكن ان تتوقع دوام هذا الشتاء؟ إن لكل شتاء ربيعاً ولكل ليل نهاراً.
-------------------------

(3) T. Hayat, ilk hayatı
(1) T. Hayat, ilk hayatı

لايوجد صوت