ابتداءً من الجندي إلى القائد هم داخلون في هذه الجمعية. إذ إن أقدس هدف لأقدس جمعية في العالم هو الإتحاد والاخوة والطاعة والمحبة وإعلاء كلمة الله. فالجنود المؤمنون قاطبة يدعون إلى هذا الهدف. ألا ان الجنود هم المراكز، فعلى الأمة والجمعيات ان ينتسبوا إلى الجنود. إذ الجمعيات الأخرى ما هي الاّ لجعل الأمة جنوداً في المحبة والاخوة. أما الإتحاد المحمدي الذي هو شامل لجميع المؤمنين فهو ليس جمعية ولا حزباً، إذ مركزه وصفّه الأول المجاهدون والشهداء والعلماء والمرشدون.
فليس هناك مؤمن ولا جندي فدائي سواءً أكان ضابطاً او جندياً خارجاً عن هذا الإتحاد، لذا فلا داعي للانتساب إلى جمعيات أخرى. ومع هذا فلا أتدخل في أمور بعض الجمعيات الخيرة التي لها الحق في ان تطلق على نفسها الإتحاد المحمدي.(1)
سوقه إلى المحكمة العسكرية العرفية بسبب أحداث (31) مارت:
حينما كانت العدالة والاستقامة التبستا مع الرجعية، صيّر الإستبداد الشديد في المشروطية السجن مدرسةً لي.(2)
لقد قلت في المحكمة العسكرية العرفية في أثناء حادثة (31) مارت:
إنني طالب شريعة، لذا ازن كل شئ بميزان الشريعة. فالإسلام وحده هو ملتي، لذا اُقيّم كل شئ وانظر إليه بمنظار الإسلام.
وإنني إذ أقف على مشارف عالم البرزخ الذي تدعونه السجن منتظراً في محطة الإعدام، القطار الذي يقلني إلى الآخرة اشجب وانقد ما يجري في المجتمع البشري من أحوال ظالمة غدارة. فخطابي ليس موجهاً إليكم وحدكم وانما أوجهه إلى بني الإنسان كلهم في هذا العصر. فلقد انبعثت الحقائق من قبر القلب عارية مجردة بسر الآية الكريمة: ﴿يوم تبلى السرائر﴾(الطارق:9) فمن كان اجنبياً غير محرَم فلا ينظر إليها. إنني متهئ بكل شوق للذهاب إلى الآخرة، ومستعد للرحيل إليها مع هؤلاء المعلقين على المشانق(3). تصوروا مبلغ اشتياقي إليها بهذا المثال:
قروي مغرم بالغرائب سمع بعجائب استانبول وغرائبها وجمالها ومباهجها، كم يشتاق إليها؟
فأنا الآن مثل ذلك القروي مشتاق إلى الآخرة التي هي معرض
----------------------------
(1) صيقل الإسلام- المحكمة العسكرية /447
(2) صيقل الإسلام- المحكمة العسكرية /439
(3) حيث يشاهد جثث خمسة عشر من المشنوقين عبر النافذة.