السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 138
(124-149)

كان الموت نصب عينيه دائما.)(2)
[نورد منها جوابه الآتي للفتاوى الصادرة من المشيخة الإسلامية ضد حركة التحرير في الأناضول:]
إنها ليست فتوى خالصة، بل فتوى تتضمن القضاء. لأن الذي يميز الفتوى عن القضاء كون موضوعها عاماً وغير معيَّن، فضلاًِ عن أنها غير ملزمة، بينما القضاء معيَّن مُلزم. فكل من يطّـلع على الفتوى –المذكورة- يجدها معيَّنة، يفهم المراد منها بالضـرورة، واصبحت ملزمة حيث أن سوق عوام المسلمين ضد الحركة سبب واضح فيها. فمادامت هذه الفتوى تتضمن القضاء، والاستماع إلى كلا الخصمين ضرورة في القضاء، فكان ينبغي أن تُستجوب حركة التحرير في الأناضول لتبدي ما لديها من مدّعيات ودعاوى، وبعد الاستماع إليها من قبل السياسيين والعلماء وتقييمها وفق المصلحة الإسلامية يمكن إصدار الفتوى، إذ حصل إنقلاب في بعض الحقائق، حيث استبدلت الأضداد أسماءها ومواقعها، فيطلق العدالة على الظلم، والبغي على الجهاد، والحرية على الأسر.(1)
[واقترح لإصلاح الأوضاع في دار الحكمة الآتي:]
ان استخدام أي شئ في غير موضعه يكون مآله التعطل، ولا يبين أثره المرجو منه. فدار الحكمة الإسلامية التي أنشئت لغاية عظيمة، إذا خرجت من طورها الحالي أشركت في الشورى مع رؤساء الدوائر الأخرى في المشيخة وعُدّت من أعضائها، واستُدعي لها نحوا من عشرين من العلماء الأجلاء الموثقين من أنحاء العالم الإسلامي كافة، عندها يمكن ان يكون هناك أساس لهذه المسألة الجسيمة.(2)
1919م (1327هـ)
معاناته مما لحقت بالأمة الإسلامية:
(عندما كان يُسأل عمّا يعانيه من آلام نتيجة المصائب والهزائم التي لحقت بالدولة العثمانية كان يجيب:
إنني أستطيع ان أتحمل كل آلامي الشخصية، ولكن آلام الأمة الإسلامية سحقتني. إنني اشعر بأن الطعنات التي وجّهت إلى العالم الإسلامي وجهت إلى قلبي اولاً، ولهذا تروني مسحوق الفؤاد، ولكني

-----------------

(2)T. Hayat, ilk hayatı حيث اصدر شيخ الإسلام عبدالله درّي زادة ما يقارب خمس فتاوى ضد الحركة في 11نيسان 1920م (ش/ 250)
(1) ب/392 عن اثار بديعية-طلوعات/105.
(2) صيقل الإسلام- السنوحات/354.

لايوجد صوت