السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 192
(184-199)

فأين عدالة القوانين التي هي رمز الأمة وتذكارها وتجل من تجليات الله سبحانه من محاباة شخص مات وانقطعت علاقته بالحكومة.(4)
انه ضروري جداً لصالح الأمة ولنفع البلاد ان تحافظ الحكومة عليّ حفاظاًً تاماً وتمدّ يد المعاونة اليّ. الاّ انها تضيق الخناق عليّ، مما يومئ إلى ان الذين يحاربونني هم منظمة الزندقة السرية وقسم من منظمة الشيوعية الذين التحقوا بهم، هؤلاء قد قبضوا على زمام الأمر في عدد من المناصب الرسمية المهمة في الدولة ، فيهاجمونني ويجابهونني. أما الحكومة فإما انها لا تعرف بهم او تسمح لهم. ويا ترى أي ذنب وأي جريرة في ان تنتقد او تضمر عدم المحبة لرجل حوّل جامع اياصوفيا الذي هو مبعث الشرف الأبدي لأمة بطلة، والدرة الساطعة لخدماتها وجهادها في سبيل القرآن، وهدية تذكارية نفيسة من هدايا سيوف أجدادها البسلاء.. حوّله إلى دار للأصنام وبيت للأوثان وجعل مقر المشيخة الإسلامية العامة ثانوية للبنات؟.(1)
ان تعصب المدعي العام لمصطفى كمال وصداقته له -وهو يشغل مثل هذا المقام- ادّى إلى أسئلة واعتراضات غير قانونية وغير ضرورية وخاطئة مما ساقني إلى تقديم هذه الإيضاحات الخارجة عن الصدد، وأنا أبين هنا أحد أقواله كمثال على كلامه المشوب بالمزاج الشخصي الخارج عن القانون.
قال: ألم تندم من قلبك على ما أوردته في (الشعاع الخامس)؟ ذلك لأنك قمت بإهانته وتحقيره عندما قلت عنه: انه اصبح مثل قربة الماء من كثرة شربه الخمر والشراب؟
وأنا اقول جواباً لتعصبه الذميم والخاطئ تماماً الناشئ من صداقته له:
لا يمكن إسناد شرف انتصار الجيش البطل إليه وحده، ولكن تكون له حصة معينة فقط من هذا الانتصار. فمن الظلم ومن الخروج على العدالة بشكل صارخ إعطاء غنائم الجيش وأمواله وأرزاقه إلى قائد واحد.
وكما قام ذلك المدعي العام البعيد عن الإنصاف باتهامي لكوني لا احب ذلك الشخص ذا العيوب الكثيرة، إلى درجة انه وضعني موضع الخائن للوطن، فإنني اتهمه ايضاً بعدم حبه للجيش، ذلك لانه عندما

-------------------------

(4) الشعاعات/430
(1) الشعاعات/ 488

لايوجد صوت