السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 241
(216-252)

وكذا حقائق الأحدية، ووحدانية الربوبية بلاشريك، وحقائق القرب الإلهي قرباً أقرب إلينا من أنفسنا، وبُعدنا نحن عنه سبحانه بُعداً مطلقاً.. هذه الحقائق الجليلة قد وضحتها توضيحاً كاملاً كل من (الكلمة السادسة عشرة) و (الكلمة الثانية والثلاثين).
وكذا القدرة الإلهية المحيطة بكل شئ، وتساوي الذرات والسيارات ازاءها، وسهولة احيائها ذوي الأرواح كافة في الحشر الأعظم كسهولة إحياء فرد واحد، وعدم تدخل الشرك قطعاً في خلق الكون، وانه بعيد عن منطق العقل بدرجة الامتناع.. كل هذه الحقائق قد كشفت في (المكتوب العشرين) لدى شرح (وهو على كل شئ قدير). وفي ذيله الذي يضم ثلاثة تمثيلات، الذي حلّ ذلك السر العظيم، سر التوحيد.
هذا فضلاً عن أن الحقائق الإيمانية والقرآنية لها من السعة والشمول مالا يمكن ان يحيط به ذكاء أذكى إنسان! أليس اذاً ظهور الأكثرية المطلقة لتلك الحقائق بدقائقها لشخص مثلي مشوش الذهن، مشتت الحال، لامرجع ومصدر لديه من الكتب، ويتم التأليف في سرعة وفي أوقات الضيق والشدة؟ أقول: أليس ذلك أثراً من آثار الإعجاز المعنوي للقرآن الكريم وجلوة من جلوات العناية الربانية واشارة غيبية قوية؟(1)
التيسير الخارق:
لقد أنعم الله عليّ بتأليف ستين رسالة بهذا النمط من الإنعام والإحسان، إذ من كان مثلي ممن يفكر قليلاً ويتتبع السنوح القلبي، ولا يجد متسعاً من الوقت للتدقيق والبحث، يتم في يده تأليف ما لا يقدر على تأليفه جماعة من العلماء والعباقرة مع سعيهم الدائب، فتأليفها إذن على ذلك الوجه يدّل على انها أثر عناية إلهية مباشرة، لأن جميع الحقائق العميقة الدقيقة في هذه الرسائل كلها تُفهَّم وتدرّس إلى عوام الناس وأكثرهم أمية بوساطة التمثيلات. مع ان علماء أجلاء قالوا عن اكثر تلك الحقائق انها لا تعلّم ولا تدرس، فلم يعلّموها للعوام وحدهم، ولا للخواص ايضاً.
وهكذا فهذا التسهيل الخارق في التأليف والتيسير في بيان الحقائق

------------------

(1) المكتوبات/481

لايوجد صوت