السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 243
(216-252)

السرعة الفائقة في التأليف:
يعلم الأقربون مني، أنني -في السابق- كلما كنت أتضايق من شئ أعجز عن بيان أظهر الحقائق، بل كنت أجهلها. ولاسيما إذا ما زاد المرض على ذلك الضيق، كنت امتنع أكثر عن التدريس والتأليف، بينما ألفت (الكلمات) المهمة، وكذلك الرسائل الأخرى في أشد أوقات المرض والضيق، وتم التأليف في أسرع وقت. فان لم يكن هذا إكراماً ربانياً وكرامة قرآنية مباشرة، فما هو إذن؟.
ثم انه ما من كتاب يبحث في مثل هذه الحقائق الإلهية والإيمانية إلاّ ويترك بعض مسائله ضرراً في عدد من الناس، لذا ما كان ينشر كل مسألة منه إلى الناس كافة. أما هذه الرسائل فلم تلحق أي ضرر كان ولم تؤثر تأثيراً سيئاً في أحد من الناس ولم تخدش ذهن أحد قط رغم استفساري عن ذلك من الكثيرين حتى تحقق لدينا ان ذلك إشارة غيبية وعناية ربانية مباشرة.(2)
حاجة الروح:
ثم ان الآثار المؤلفة والرسائل -بأكثريتها المطلقة- قد اُنعمت عليّ بها لحاجة تولدت في روحي فجأة، ونشأت آنياً. دون ان يكون هناك سبب خارجي. وحينما كنت أظهرها لبعض أصدقائي، كانوا يقولون: (انها دواء لجراحات هذا الزمان). وبعد انتشارها عرفت من معظم إخواني انها تفي بحاجة هذا العصر وتضمد جراحاته.
فهذه الحالات المذكورة آنفاً -وهي خارجة عن نطاق إرادتي وشعوري وسير حياتي- ومجموع تتبعاتي في العلوم خلاف عادة العلماء وبما هو خارج عن اختياري، كل ذلك لم يترك لي شبهة قطعاً بأنها عناية إلهية قوية وإكرام رباني واضح، للانجرار إلى مثل هذه النتيجة السامية.(3)

تأثير الرسائل القوي
انك يا أخي تسأل: لماذا نجد تأثيراً غير اعتيادي فيما كتبته في (الكلمات) المستقاة من فيض القرآن الكريم، قلّما نجده في كتابات العارفين والمفسرين. فما يفعله سطرٌ واحد منها من التأثير يعادل تأثير صحيفة كاملة من غيرها، وما تحمله صحيفة واحدة من قوة التأثير يعادل تأثير كتاب كامل آخر؟
----------------------

(2) المكتوبات/484
(3) المكتوبات/485

لايوجد صوت