السيرة الذاتية | الفصل الثالث | 108
(86-123)

بالصحة إلاّ بتقوية الدين.
ان مشربنا: محبة المحبة، ومخاصمة الخصومة، أي إمداد جنود المحبة بين المسلميـن، وتشتيت عساكر الخصومة فيما بينهم.
أما مسلكنا: فهو التخلق بالأخلاق المحمديةy وإحياء السنة النبوية.
ومرشدنا في الحياة: الشريعة الغراء
وسيفنا: البراهين القاطعة.
وهدفنا: إعلاء كلمة الله..
ان كل مؤمن هو منتسب -معنىً- لجماعتنا وصورة هذا الانتساب هو العزم القاطع على إحياء السنة النبوية في عالمه الخاص، فنحن ندعو باسم الشريعة أولئك المرشدين وهم العلماء والمشايخ من طلاب العلوم إلى الإتحاد قبل أي أحد سواهم.(1)
حادثة 31مارت [13 نيسان 1909م]:(2)
لقد شاهدت الحركة الرهيبة التي حدثت في (31) مارت لبضع دقائق. فسمعت مطالب عدة؛ فكما إذا أديرت ألوان سبعة بسرعة لا يظهر الاّ اللون الابيض فكذلك لم يظهر من تلك المطالب الاّ لفظ الشريعة التي تخفف فساد تلك المطالب المتباينة من الألف إلى الواحد، وتنقذ العوام من الفوضى والاضطراب، والتي تحافظ حفاظاً معجزاً على السياسة من ان تكون لعبة بيد الأفراد. فأدركت ان الأمر ينساق إلى الفساد؛ إذ الطاعة قد اختلت، والنصائح لا تجدي؛ والاّ كنت اندفع إلى إطفاء تلك النار مثلما كنت أطفئ غيرها، ولكن العوام هم الأغلبية،

----------------------------

(1) صيقل الإسلام - الخطبة الشامية/ 531
(2) نشب عصيان بين أفراد الطابور العسكري الذي كان قد اُرسل من قبل الإتحاديين من مدينة سلانيك الى استانبول لحماية المشروطية. فقد ثار الجنود وحبسوا ضباطهم في الثكنة واجتمعوا في منتصف ليلة 31 مارت 1325 رومي ( الموافق 22ربيع الأول 1327هـ) في ميدان (السلطان احمد) حيث انضم إليهم بعض الجنود من المعسكرات الأخرى معلنين عصياناً دام أحد عشر يوماً، راح ضحيته بعض الأشخاص.. وساد جو من الهرج والمرج واطلاق الرصاص عبثاً، وكان الجنود يهتفون: نريد الشريعة.. نريد الشريعة.. انتهت هذه الحادثة بوصول جيش الحركة الذي وجّهه الإتحاديون من سلانيك ، بقيادة "محمود شوكت باشا" لقمع العصيان واعادة سلطة الإتحاديين فوصل استانبول في 23 نيسان. فسيطر على الوضع. كما أعلنت الأحكام العرفية وشكلت محكمة عسكرية لمحاكمة المسؤولين عن هذه الحادثة. وعزل السلطان عبدالحميد في 27 نيسان 1909 الموافق ليوم 6ربيع الآخر1327 الساعة 32-1 زوالية رغم ان الحاميات الموجودة في استانبول وخاصة حامية قصر يلدز كانت أقوى بكثير من جيش الحركة إلا أن السلطان رفض بشدة طلب قواده تشتيت هذا الجيش لئلا تراق الدماء من أجله (عن "تاريخ الدولة العثمانية" لإسماعيل دانشمند 4/ 375)

لايوجد صوت