السيرة الذاتية | الفصل الخامس | 288
(253-304)

لو كان هدف (رسائل النور) الدنيا او قُصد بها قصداً دنيوياً لكانت عشرات الألوف من مواضع النقد في مائة وعشرين رسالة تلفت إليها الأنظار.. فهل يجوز منع بستان طيب وإدانة صاحبه بوجود خمس عشرة فاكهة مُرة بالنسبة لكم من بين مائة وعشرين ألف فاكهة طيبة لذيذة.. اُحيل ذلك إلى وجدانكم العادل.
ولقد بينتُ في دفاعي الأخير أنني منذ ثلاثين سنة أجبتُ ومازلت أجيب على اعتراضات فلاسفة أوروبا ومن يعمل على حسابهم في داخل البلاد من الملحدين الذين يحيكون مؤامرات المكر السئ. فكل من يدقق رسائلي يدرك ان مخاطبي فيها بعد نفسي هم أولئك.
والآن أسألكم:
بأي صورة تكون اللطمات العلمية التي اُنزلها على فلاسفة أوروبا وأضرت بها وجه كل ملحد يعمل لحساب الأجانب، أنها ضد الحكومة؟ إننا لا نستوعب هذا، إذ كيف يكون هذا الأمر ضد الحكومة بل لا نورد إحتمالاً له قط! بل نرى ان حكومة الجمهورية الداعية إلى الحرية ترحب بهذه اللطمات العلمية المحقة، ترحب بها باسمها وباسم القانون، فلا تعتبرها مواد مسؤولية واتهام.
اعتذار: كتب هذا الإعتراض خلال ثلاثة ايام بعد تبليغ لائحة الإدعاء، ففي اليوم الأول أتت اللائحة متأخرة وقرئت حتى المساء. وفي اليوم الثاني تُرجم القسم الأعظم منها. فكتب هذا الإعتراض الطويل بسرعة حيث لم أجد مجالاً لكتابتها الاّ حوالي ست ساعات.
ولما كنت قد مُنعت من الاختلاط بالناس، فاني اجهل القوانين والأصول الرسمية الحاضرة -كما ورد في دفاعي- لذا فهذا الإعتراض الذي كتبته في خلال أربع او خمس ساعات سيكون غير منتظم ومشوشاً بلا شك، أرجو ان تنظروا له بنظر التسامح.

لايوجد صوت