فمادام الأمر هكذا، وهم يريدون الحكم عليّ مهما كلف الأمر فأنا اقول لاهل الدنيا قاطبة: إنني أترفع ولا اتنزل لأجل سنة او سنتين من عمر الشيخوخة هذا.
العمدة الخامسة: عبارة عن أربع نقاط:
النقطة الأولى: الكلمات تُحرف عن مواضعها في القرار، إذ يستخرج منها التعريض. علماً ان الكلمة لا يقصد بها ذلك، والحال ان هدف (رسائل النور) مخالف تماماً لما يذكرونه. فالتعاريض غير المقرونة بقصد كلماتها بل حتى التصاريح لابد ان يُنظر إليها بنظر العفو والتسامح. والمثال الآتي مقياس لإيضاح هذه النقطة:
إني استهدف قصداً معيناً واسعى راكضاً إليه، واذا بي اصطدم برجل كبير دون اختيار مني و وقع الرجل إلى الأرض، فاعتذرت منه قائلاً: يا سيدي أرجو المعذرة فاني اصطدمت بك دون قصد وأنا في طريقي إلى ما اذهب إليه، فلاشك ان الرجل سيعفو عني ولا يتألم مني. بينما لو وضعت اصبعاً في أذنه بقصد الازعاج فسيسخط عليّ بلاشك لعدّه العمل إهانة وتحقيراً مقصوداً.
نحن لا نقصد الاصطدام بكم في أثناء سيرنا نحو هدفنا، ولكن لو اصطدمت كلماتٌ قوية في (رسائل النور) في أثناء حركتها العلمية الفكرية بكم فلابد ان يكون ذلك موضع العفو والتسامح حيث ان هدف (رسائل النور) الإيمان والآخرة.
لقد تعرضت إلى ظلم لا مثيل له:
وهو الآتي: على الرغم مما بينته في دفاعي الأخير، وفي اعتراضاتي الثلاثة بدلائل قاطعة بعشرين وجه أن المادة 163 لاتمسني اطلاقاً، وكذا ما بينته في رسائلي البالغ عددها مائة وعشرين رسالة المؤلفة خلال عشرين سنة -ولم يجدوا فيها الاّ اقل من عشرين كلمة لا تروق لهم- وكذا ما وضّحته في دفاعاتي العلمية التي كتبتها في أوقات مختلفة تجاه فلاسفة أوروبا الكفرة وتلامذتهم الملحدين، وهي رسائل نافعة قيمة