السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 462
(441-494)

ايها الحكام المحترمون! انتم أعلم بالجواب، لكن اسألوا المدعي العام المشتكي مرة أخرى، إن كان يستطيع ان يجيب بالنفي! هل يمكن الوقوف في وجه تردي الأخلاق وزوال العفة وضياع النسب وتجارة الاعراض والزنا والقتل بالقوانين الجزائية وحدها، اذا لم تشرح اوامر الله وحكمة القرآن العظيم للشباب ويعلَّموها، واذا منع ذلك بحجة ان الدعاية اليها ممنوعة؟ بأي شئ يمكن صد التخريب الخفي والعلني، والمعدي والخبيث، لفكر فتاك كالشيوعية التي تهدد الدنيا كلها؟.
ايها الحكام المحترمون الاتراك المشدودون إلى الله ربكم وإلى مقدساتكم! انظروا إلى السموم التي ينفثها أعداء الدين الألدّاء منذ سنين لإفساد عقول ابناء الترك المسلمين الطاهرة النقية وشلّها.
يا لهول الحال والنقائض فينا! المدعي العام لا يهتم بهذا... ولا يتحرك ازاء التحقير والهجوم المخيف ضد دين الإسلام والاديان السماوية كلها، وينشط ضد من يوصي بتدابير لوقاية الشباب من هذا الهجوم!
ايها الحكام المحترمون المسلمون الاتراك! محال ان تحكموا على موكّلي بسبب (مرشد الشباب) من كليات رسائل النور المشحونة بلمعات النور الالهي والناشرة له.
ايها الحكام المحترمون النجباء المسلمون! تعلمون حق العلم ان العلماء المرشدين الصادقين ورثة الانبياء. وهؤلاء الذوات المباركون، مكلّفون حسب أوامر القرآن المبين بنشر ما ورثوه من المواعظ والنصائح. وهم إذ يوفون بوظيفتهم لا يريدون اجراً ولا جزاء ولا شكوراً. يؤدون الواجب في سبيل الله وطلباً لرضا الله ورسوله ولا غير. ولا تصيبهم فترة حتى النفَس الاخير، لان هذه الوظيفة أمانة الله ورسوله اليهم. فكيف يحاكم ويعذب موكلي لأدائه الامانة إلى اهلها؟ كيف يكلف هذا العجوز ببدنه الضعيف النحيف بكلفة ثقيلة لا تصدق، فيساق إلى السجن؟ هذا من اشنع الظلم. والامانة الموكلة اليكم هي منع ايقاع هذا الظلم.
النور هو الذي يمحو السيئات والخطايا ودناءة الأخلاق والرذيلة والفساد والفتنة. ﴿يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلاّ

لايوجد صوت