الكلمات | ذيل | 648
(647-651)

اما منابع هذه الخطوات من القرآن الكريم فهي:
﴿فلا تُزكّوا انفُسَكم﴾(النجم:32) تشير الى الخطوة الاولى.
﴿ولا تكونوا كالذين نَسُوا الله فأنساهُم أنفُسَهم﴾(الحشر:19) تشير الى الخطوة الثانية.
﴿ما اصابكَ مِن حسنةٍ فمن الله، ومَا اصابكَ مِن سيئةٍ فِمن نفسِك﴾ (النساء:79) تشير الى الخطوة الثالثة:
﴿كلُّ شيءٍ هالكٌ الاّ وجْهَه﴾(القصص:88)، تشير الى الخطوة الرابعة.
وايضاح هذه الخطوات الاربع بايجاز شديد هو:
الخطوة الاولى:
كما تشير اليها الآية الكريمة ﴿فلا تزكوا انفسكم﴾ وهي: عدم تزكية النفس. ذلك لان الانسان حسب جبلّته، وبمقتضى فطرته، محبٌ لنفسه بالذات، بل لا يحب الا ذاته في المقدمة. ويضحي بكل شئ من اجل نفسه، ويمدح نفسه مدحاً لا يليق الا بالمعبود وحده، وينزّه شخصه ويبرئ ساحة نفسه، بل لا يقبل التقصير لنفسه اصلاً ويدافع عنها دفاعاً قوياً بما يشبه العبادة، حتى كأنه يصرف ما اودعه الله فيه من اجهزة لحمده سبحانه وتقديسه الى نفسه، فيصيبه وصف الآية الكريمة: ﴿من اتّخذ الهَه هَواه﴾(الفرقان:43) فيعجب بنفسه ويعتد بها.. فلابد اذن من تزكيتها فتزكيتُها في هذه الخطوة وتطهيرها هي بعدم تزكيتها.
الخطوة الثانية:
كما تلقّنه الآية الكريمة من درس: ﴿ولا تكونوا كالذين نَسُوا الله فأنساهُم انفُسَهم﴾. وذلك: ان الانسان ينسى نفسه ويغفل عنها، فاذا ما فكر في الموت صرفه الى غيره، واذا ما رأى الفناء والزوال دفعه الى الآخرين، وكأنه لا يعنيه بشئ، اذ مقتضى النفس الامارة انها تذكر ذاتها في مقام اخذ الاجرة والحظوظ وتلتزم بها بشدة، بينما

لايوجد صوت