الكلمات | بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ | 1039
(1039-1042)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿واما بنعمة ربك فحدّث﴾
حمداً لله بما لا يتناهى من الحمد، حمداً لله بما يليق من الحمد، حمداً لله بما هو أهله. فاللّهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وإمام الأصفياء والمتقين وحبيب رب العالمين وعلى آله الأطهار وصحبه الابرار.
واذ أبتهل الى المولى القدير أن مَنّ علينا هذه النعمة العظمى، نعمة ترجمة رسائل النور. أتضرع اليه تعالى أن يوزعني شكر نعمته هذه، ويديمها علينا جميعاً.. ولقد عزمنا على نشر (كليات رسائل النور) كاملة في مجموعات بإذن الله تعالى وسنفرد منها مجلداً كاملاً لحياة الاستاذ المؤلف مع دراسة مفصلة عن رسائل النور، لذا لم نَر داعياً الى تقديم الكتاب بنبذة عن المؤلف والمؤلَّف كما هو معتاد.
ومع هذا أراني مضطراً الى ان اضع هذه الملاحظات امام القارئ الكريم في ختام هذه (الكلمات):
ان الذي يواكب خيالاً زمن تأليف رسائل النور ونشرها يجد أن الأمة، أمة الإسلام تمر في أحلك فترات حياتها، حيث تجتاح سيول الظلمات، ظلمات الفتن العاتية أرجاء العالم الاسلامي كافة، وتغزو الشبهات والأفكار الباطلة العقول والقلوب من كل صوب، فأظلمت النفوس واختنقت الارواح حتى انقطع الرجاء..
في هذه الفترة الحرجة من حياة الامة مَنّ الله عزوجل على هذه الأمة فقيّض الاستاذ سعيد النورسي للذود عن حياض الإيمان وبيان انوار القرآن، وشرح صدره للتتلمذ على يدي القرآن العظيم والتزود من نبعه الفيّاض، حتى استنار قلبه وسطع فكره وارتوت روحه من زلال القرآن ونور الايمان فأملى على من حوله من محبيه ما استلهمه من نور الكتاب المبين هذه اللفتات القرآنية والمعارف الإلهية والفيوضات الإيمانية، فكانت هذه الرسائل التي أطلق عليها اسم (رسائل النور).
وهذه المجموعة (الكلمات) التي تضم ثلاثاً وثلاثين كلمة هي عمدة رسائل النور، اذ الكلمة الثالثة والثلاثون منها عبارة عن ثلاث وثلاثين مكتوباً، جُمعت في مجموعة مستقلة سميت بـ (االمكتوبات). وانبثقت من

لايوجد صوت