الكلمات | الكلمة السابعة | 31
(31-36)


الكلمة السابعة
آمنت بالله وباليوم الاخر

ان كنت ترغب ان تفهم كيف ان الايمان بالله وباليوم الآخر، أثمن مفتاحين يحلاّن لروح البشر طلسم الكون ولغزه، ويفتحان امامها باب السعادة والهناء.. وكيف ان توكّل الانسان على خالقه صابراً، والرجاء من رزّاقه شاكراً، أنفع علاجين ناجعين.. وان الإنصات الى القرآن الكريم، والانقياد لحكمه، وأداء الصلوات وترك الكبائر، اغلى زاد للآخرة، واسطع نور للقبر، وأيسر تذكرة مرور في رحلة الخلود.. أجل! ان كنت تريد ان تفهم هذه الامور كلها فأنصت معي الى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة:
وقع جندي ـ في الحرب العالمية الاولىـ في مأزق عصيب ووضع محيّر، اذ أصبح جريحاً بجرحين غائرين في يمينه وفي شماله. وخلفه أسد هصور يوشك ان ينقضّ عليه. وامامه مشنقة تبيد جميع أحبته وتنتظره ايضاً، زد على ذلك كانت امامه رحلة نفي شاقة طويلة رغم وضعه الفظيع المؤلم!.. وبينما كان هذا المسكين المبتلى مستغرقاً في تفكير يائس من واقعه المفجع هذا، اذا برجل خيّرٍ كأنه الخضر عليه السلام يتلألأ وجهه نوراً يظهر عن يمينه ويخاطبه:
ـ لا تيأس ولا تقنط. سأعلمك طلسمين اثنين، ان أحسنتَ استعمالهما ينقلب ذلك الأسد فرساً اميناً مسخراً لخدمتك، وتتحول تلك المشنقة ارجوحة مريحة لطيفة تأنس بها.. وسأناولك دواءين اثنين، إن احسنت استعمالهما يصيّران جرحيك المنتنين زهرتين شذّيتين، وسأزودك بتذكرة سفر تستطيع بها ان تقطع مسافة سنة كاملة في يوم

لايوجد صوت