الكلمات | الكلمة السابعة | 32
(31-36)

واحد كأنك تطير!! وإن لم تصدّق بما اقول فجرّبه مرة، وتيقنّ من صحته وصدقه... فجرَّب الجندي شيئاً منه، فرآه صدقاً وصواباً.
نعم، وانا كذلك ـ هذا المسكين (سعيد) ـ أصدّقه، لانني جربته قليلاً، فرأيته صدقاً وحقاً خالصاً.
ثم، على حين غرة رأى رجلاً لعوباً دساساً ـ كأنه الشيطان ـ يأتيه من جهة اليسار مع زينة فاخرة، وصور جذابة، ومُسْكرات مغرية، ووقف قبالته يدعوه:
ـ اليّ اليّ أيها الصديق، أقبل لنلْهُ معاً ونستمتع بصور الحسناوات هذه، ونطرب بسماع هذه الألوان من الاغاني ونتلذذ بهذه المأكولات اللذيذة.. ولكن يا هذا! ما هذه التمتمة التي ترددها؟!
ـ انه طلسم ولغز!
ـ دع عنك هذا الشئ الغامض، فلا تعكّر صفو لذتنا، واُنسَ نشوتنا الحاضرة.. يا هذا... وما ذلك بيدك؟
ـ انه دواء!
ـ إرمه بعيداً، انك سالم صحيح ما بك شئ، ونحن في ساعة طرب وانس ومتعة. وما هذه البطاقة ذات العلامات الخمس؟
ـ انها تذكرة سفر، وأمر اداري للتوظيف!
ـ مزّقها، فلسنا بحاجة الى سفر في هذا الربيع الزاهي!
وهكذا حاول بكل مكر وخديعة ان يقنع الجندي، حتى بدأ ذلك المسكين يركن شيئاً قليلاً الى كلامه.
نعم، إن الانسان ينخدع، ولقد خُدعت انا كذلك لمثل هذا الماكر!
وفجأة دوّى صوت كالرعد عن يمينه يحذّره:
ـ اياك ان تنخدع.. قل لذلك الماكر الخبيث:
ان كنت تستطيع قتل الاسد الرابـض خلفي، وان ترفع اعواد المشنقة من امامي، وان تبرأني من جرحيّ الغائرين في يميني وشمالي، وان تحول بيني وبين رحلتي الشاقة الطويلة.. نعم إن كنت

لايوجد صوت