الكلمات | الكلمة السابعة عشرة | 261
(261-264)

الكلمة السابعة عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿انّا جَعَلْنا ما عَلى الارض زِينَةً لها لِنَبْلُوَهم أيُّهم أحْسنُ
عَمَلاً  وإنَّا لَجاعلونَ ما عَلَيْها صَعيداً جُرُزاً﴾(الكهف:7ـ8)
﴿وما الحياةُ الدنيا الاّ لعبٌ ولَهْوٌ﴾ (الانعام:32)
هذه الكلمة عبارة عن مقامين عاليين وذيل ساطع]
ان الخالق الرحيم والرزاق الكريم والصانع الحكيم قد جعل هذه الدنيا على صورة عيد بهيج واحتفال مهيب ومهرجان عظيم لعالم الارواح والروحانيات، وزيّنها بالآثار البديعة لاسمائه الحسنى، وخلع على كل روح صغيراً كان أم كبيراً، عالياً كان ام سافلاً، جسداً على قدّه وقدره، وجهّزه بالحواس والمشاعر وكل ما يوافقه للاستفادة من الالاء المختلفة والنعم المتنوعة التي لا تعد ولا تحصى، والمبثوثة في ذلك العيد البهيج، والمعروضة في ذلك المهرجان العظيم. ومنح سبحانه لكل روح من تلك الارواح وجوداً جسمانياً (مادياً) وارسلها الى ذلك العيد والمهرجان مرة واحدة، ثم قسّم ذلك العيد الواسع جداً زماناً ومكاناً الى عصور وسنوات ومواسم، بل حتى الى ايام واجزاء ايام، جاعلاً من كل عصر، من كل سنة، من كل موسم، من كل يوم، من كل جزء من يوم، مهرجاناً سامياً وعيداً رفيعاً واستعراضاً عاماً لطائفة من مخلوقاته ذوات ارواح ومن مصنوعاته النباتية، ولا سيما سطح الارض، ولا سيما في الربيع والصيف، جاعلاً اعياداً متعاقبة، الواحد تلو الآخر، لطوائف مصنوعاته الصغيرة جداً، حتى غدا ذلك العيد عيداً رائعاً جذاباً لفت انظار الروحانيات الموجودة في الطبقات العليا والملائكة واهل السموات الى مشاهدته، وجلب انظار اهل الفكر الى مطالعته بمتعة الى حد يعجز العقل عن استكناه متعتها.. ولكن هذه

لايوجد صوت