الكلمات | الكلمة السابعة عشرة | 263
(261-264)

الضلالة يستفيد من تلك الحالة الروحية فيرحل عن الدنيا وقلبه مطمئن بالايمان.
نبين هنا خمسةً من الوجوه التي تورث تلك الحالة الروحية على سبيل المثال:
الوجه الأول: انه سبحانه وتعالى يُظـهر للانســان - بحلـول الشيـخوخة - ختم الفناء والزوال على الاشياء الدنيوية الفتانة، ويفهّمه معانيها المريرة، مما يجعله ينفر من الدنيا ويسرع للتحري عن مطلوب باق خالد بدلاً من هذا الفاني الزائل.
الوجه الثاني: انه تعالى يُشعر الانسان شوقاً ورغبة في الذهاب الى حيث رحل تسعٌ وتسعون بالمائة من أحبته الذين يرتبط معهم والذين استقروا في عالم آخر، فتدفع تلك المحبة الجادة الانسان ليستقبل الموت والأجل بسرور وفرح.
الوجه الثالث: انه تعالى يدفع الانسان ليستشعر ضعفه وعجزه غير المتناهيين، سواءً بمدى ثقل الحياة أو تكاليف العيش أو أمور اخرى، فيولد لديه رغبة جادة في الخلود الى الراحة وشوقاً خالصاً للمضي الى ديار اخرى.
الوجه الرابع: انه تعالى يبيّن للانسان المؤمن - بنور الايمان - ان الموت ليس اعداماً بل تبديل مكان، وان القبر ليس فوهة بئر عميق بل باب لعوالم نورانية، وان الدنيا مع جميع مباهجها في حكم سجن ضيق بالنسبة لسعة الآخرة وجمالها. فلا شك ان الخروج من سجن الدنيا والنجاة من ضيقها الى بستان الجنان الاخروية، والانتقال من منغصات الحياة المادية المزعجة الى عالم الراحة والطمأنينة وطيران الارواح، والانسلاخ من ضجيج المخلوقات وصخبها الى الحضرة الربانية الهادئة المطمئنة الراضية، سياحة بل سعادة مطلوبة بألف فداء وفداء.
الوجه الخامس: انه تعالى يفهّم المنصت للقرآن الكريم ما فيه من

لايوجد صوت