الكلمات | الموقف الثالث | 867
(867-904)

الموقف الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وان من شيء الاّ يسبّح بحمده﴾
هذا الموقف عبارة عن نقطتين وهي مبحثان
المبحث الاول
ان في كل شئ وجوهاً كثيرة جداً متوجهة - كالنوافذ - الى الله سبحانه وتعالى، بمضمون الآية الكريمة﴿وان من شيء الاّ يسبّح بحمده﴾ اذ ان حقائق الموجودات وحقيقة الكائنات تستند الى الاسماء الإلهية الحسنى، فحقيقة كل شئ تستند الى اسم من الاسماء او الى كثير من الاسماء. وان الاتقان الموجود في الاشياء يستند الى اسم من الاسماء، حتى ان علم الحكمة الحقيقي يستند الى اسم الله (الحكيم) وعلم الطب يستند الى اسم الله (الشافي) وعلم الهندسة يستند الى اسم الله (المقدّر).. وهكذا كل علم من العلوم يستند الى اسم من الاسماء الحسنى وينتهي اليه، كما ان حقيقة جميع العلوم وحقيقة الكمالات البشرية وطبقات الكمّل من البشر، تستند كلها الى الاسماء الإلهية الحسنى، حتى قال اولياء محققون ان:
(الحقائق الحقيقية للاشياء، انما هي الاسماء الإلهية الحسنى، أما ماهية الاشياء فهي ظلال تلك الحقائق) بل يمكن مشاهدة آثار تجلي عشرين اسماً من الاسماء على ظاهر كل ذي حياة فحسب.
نحاول تقريب هذه الحقيقة الدقيقة والعظيمة الواسعة في الوقت نفسه الى الاذهان بمثال، نصفّيه بمصاف ونحلله بمحللات مختلفة،

لايوجد صوت