الكلمات | المقام الثاني | 186
(186-190)

المقام الثاني
من الكلمة الثالثة عشرة
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
[ حوار مع عدد من الشباب الذين تتجاذبهم الاغراءات والأهواء ولكنهم لم يفقدوا بعدُ صوابهم ]
طلب عدد من الشباب ان تعينهم (رسائل النور) وتمدّ لهم يد النجدة سائلين:
كيف يمكننا أن ننقذ آخرتنا ازاء ما يحيط بنا في زماننا هذا من فتنة الاغراء وجاذبية الهوى وخداع اللهو؟
فأجبتهم باسم شخصية (رسائل النور) المعنوية قائلاً:
القبر ماثل أمام الجميع! لا يمكن أن ينكره أحد. كلُّنا سندخله لا مناص! والدخول فيه بثلاثة طرق لا غيرها:
الطريق الاول: يؤدي الى أن القبر باب ينفتح للمؤمنين الى رياض جميلة وعالمٍ رحب فسيح أفضلَ وأجملَ من هذه الدنيا.
الطريق الثاني: يوصل الى أن القبر باب لسجن دائم للمتمادين في الضلالة والغي - مع ايمانهم بالآخرة - فهم يعامَلون بجنس ما كانوا يعتقدونه ويرون الوجود والحياة من خلاله؛ فيُعزَلون عن جميع أحبتهم في هذا السجن الانفرادي، لعدم عملهم بما كانوا يعتقدونه.
الطريق الثالث: ينساق اليه مَن لا يؤمن بالآخرة من أرباب الضلالة، فاذا القبر بابٌ الى العدم المحض واعدامٌ نهائي له. والقبر في نظره مشنقة تُفنيه وتُفني معه جميعَ أحبته. فهذا هو جزاء جحوده بالآخرة.

لايوجد صوت