الكلمات | المقام الثاني | 189
(186-190)

لأجل لذة مؤقتة غير مشروعة منغصة بالآلام - كالعسل المسموم - بدافع من طيش الشباب وسفاهته، سينحط الى مستوى أدنى بكثير من مستوى الحيوان.. بل لا يبلغ أن يكون حتى بمثل الملاحدة الاجانب أيضاً؛ لان مَن ينكر منهم رسولَنا الكريم y فقد يؤمن برسل آخرين، وإن لم يؤمن بالرسل كلهم، فقد يؤمن بوجوده تعالى. وإن لم يؤمن بالله، فقد تكون له من الخصال الحميدة ما يريه الكمالات. بينما المسلم لم يعرف الرسل الكرام ولا آمن بربه ولا عرف الكمالات الانسانية الا بوساطة هذا النبي الكريم y لذا مَن يترك منهم التأدب بتربيته المباركة ويحل ربقته عن أوامره فلا يعترف بنبي آخر، بل يجحد حتى بالله سبحانه وتعالى. ولا يستطيع أن يحافظ على أسس الكمالات الانسانية في روحه؛ ذلك لان أصول الدين وأسس التربية التي جاء بها الرسول الكريم y هي من الرسوخ والكمال ما لا يمكن أن يحرز نوراً ولا كمالاً قط مَن يَدَعها ويتركها، بل يُحكَم عليه بالتردي والسقوط المطلق، اذ هو y خاتم النبيين وسيد الانبياء والمرسلين، وإمام البشرية بأكملها، في الحقائق كلها، بل هو مدار فخرها واعتزازها، كما أثبت ذلك اثباتاً رائعاً على مدى أربعة عشر قرناً.
فيا مَن فُتنتم بزهرة الحياة الدنيا ومتاعها، ويا مَن يبذلون قصارى جهدهم لضمان الحياة والمستقبل بالقلق عليهما! أيها البائسون!
ان كنتم ترومون التمتع بلذة الدنيا والتنعم بسعادتها وراحتها، فاللذائذ المشروعة تُغنيكم عن كل شئ، فهي كافية ووافية لتلبية رغباتكم وتطمين أهوائكم. ولقد أدركتم - مما بيناه آنفاً - أن كل لذة ومتعة خارج نطاق الشرع فيها ألف ألمٍ وألم، اذ لو أمكن عرض ما سيقع من أحداث مقبلة بعد خمسين سنة مثلاً، على شاشة الآن مثلما تُعرض الاحداث الماضية عليها لبكى أربابُ الغفلة والسفاهة بكاءً مراً أليماً على ما يضحكون له الآن.
فمن كان يريد السرور الخالص الدائم والفرح المقيم في الدنيا

لايوجد صوت