كثيرة وبطرق عديدة(2). وشهادة جميع اهل الكشف والالهام من الأولياء الصادقين الصالحين و تصديق ائمة علم الكلام المتبحرين رغم تباين مسالكهم ومشاربهم. وقبول الامة التي لا تجتمع على ضلالة كما نص عليه الحديث الشريف(3).
كل ذلك يبين انشقاق القمر ويثبته اثباتاً قاطعاً يضاهي الشمس في وضوحها.
حاصل الكلام:
كان البحث الى هنا باسم التحقيق العلمي، إلزاماً للخصم. اما بعد هذا فسيكون الكلام باسم الحقيقة ولأجل الايمان. فقد نطق التحقيق العلمي هكذا. أما الحقيقة فتقول:
ان خاتم ديوان النبوة y وهو القمر المنير لسماء الرسالة، وقد سمَتْ ولايةُ عبوديته الى مرتبة المحبوبية، فاظهرت الكرامة العظمى والمعجزة الكبرى بالمعراج، اي بجولان جسمٍ ارضي في آفاق السموات العلى، وتعريف اهل السموات به، فأثبتت بتلك المعجزة ولايتَه العظمى لله ومحبوبيته الخالصة له وسمّوه على اهل السموات والملأ الاعلى.. كذلك فقد شق سبحانه القمر المعلق في السماء والمرتبط مع الارض باشارة من عبده في الأرض، فاظهر معجزته
(2) نذكر ثلاثة احاديث متفق عليها:1ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انشق القمر على عهد رسول الله y شقين فقال النبي y : (اشهدوا) - متفق عليه- 2ـ وعن انس رضي الله عنه ان اهل مكة سألوا رسول الله y ان يريهم آية فأراهم انشقاق القمر- متفق عليه ـ3ـ وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان القمر انشق في زمان النبي y - متفق عليه. راجع: مسند الامام احمد 1/ 377، 413، 447، 456، 3/207، 220، 275، 278، 4/81 ورواه الطيالسي برقم 295، 1891، 1960. وتفسير ابن كثير (6/469) لمعرفة تواتر الحادثة. - المترجم.
(3) قال رسول الله y (لا تجتمع أمتي على ضلالة) كشف الخفاء 2/350: رواه أحمد والطبراني في الكبير وابن أبي خيثمة.. إلى أن يقول: فالحديث مشهور المتن وله اسانيد كثيرة وشواهد عديدة..- المترجم.