الكلمات | بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ | 1037
(1036-1038)

مخلصين صادقين وهمتهم كشخص معنوي جاد وهيئة علمية دؤوبة، اذ قام الأخ احسان قاسم الصالحي واخوة صادقون معه في خدمة نور القرآن والايمان بترجمتها ونشرها.
ومن التوافق العجيب والتشابه الغريب أن تظهر هذه المترجمات في ظروف عصيبة واوقات صعبة تمر على العراق شبيهة تماماً بالسنين الحالكة الاولى لتأليف رسائل النور. ولم تظهر هذه المترجمات إلا بفضل إمداد معنوي وحماية شاملة ورعاية تامة القتها رحمة الرحمن الرحيم على اولئك الاخوة الصادقين فوجّهت انظارهم الى حقائق رسائل النور وعزفتهم عن الاحداث السياسية المتقلبة. وهكذا تجلت العناية الربانية، فبذلوا ما وسعهم لنشر انوار القرآن والايمان، واصبحت الادعية المرفوعة من انحاء العالم الاسلامي والتهاني القلبية بظهور المترجمات مدداً لهم يشد من عزائمهم على مواصلة العمل. فللّه الحمد والمنة ان تمت ترجمة كليات رسائل النور على هذه الصورة الكاملة وعرضت أمام انظار العالم الاسلامي على هيئة مجموعات.
ولما كان استاذنا المحترم بديع الزمان سعيد النورسي يكتب دعاءً جامعاً ختام كل مجموعة من مجموعات رسائل النور المنشورة، لذا ثبّتنا الدعاء نفسه اعلاه لما نعتقد بأن كتابته ختام المترجمات العربية ايضاً كانت من رغبات استاذنا المعنوية.
ونلفت نظر القراء الكرام الى ما يأتي:
كان استاذنا يقول: ان رسائل النور درس قرآني يوافق أفهام هذا العصر. وقد علق هذه اللوحة على ظهر الباب الخارجي لمحل اقامته في كل من اسبارطة واميرداغ، وكان يستقرئها كل زائر له:
الى جميع اخوتي الاعزاء الراغبين في مقابلتي وزيارتي ابيّن لهم الاتي:
انني لا اطيق مقابلة الناس ما لم تكن هناك ضرورة، اذ التسمم الحالي، والـضعف الذي اعترى جسمي، وكذا الشيخوخة والمرض.. كل ذلك جعلني عاجزاً عن التكلم كثيراً. ولأجل هذا ابلّغكم يقيناً أن كل كتاب من رسائل النور انما هو (سعيد). فما من رسالة تطالعونها إلاّ وتستفيدون فوائد افـضل من مواجهتي بعشرة اضعاف، بل تواجهونني مواجهة حقيقية. فلقد قررت: ان اذكر في دعواتي وقراءاتي صباح كل يوم اولئك الراغبين في لقائي لوجه الله بديلاً عن عدم استطاعتهم من اللقاء، وسأستمر على هذا القرار.
سعيد النورسي
وبعد وفاة استاذنا الجليل تبين أنه يواصل خدمة الايمان والقرآن برسائله، رسائل النور وكأنه على قيد الحياة مرشداً كاملاً وإماماً للعصر.

لايوجد صوت