والمسامحة الى ما كان مني من تقصيرات ونقائص واشكالات واخطاء.
ان كل آية من اكثر الآيات الواردة في هذه الرسالة (المعجزات القرآنية) إما أنها اصبحت موضع انتقاد الملحدين، أو أصابها اعتراض اهل العلوم الحديثة، أَو مسَّتها شبهات شياطين الجن والانس واوهامهم.
ولقد تناولت هذه (الكلمة الخامسة والعشرون) تلك الآيات وبيَّنت حقائقها ونكاتها الدقيقة على أفضل وجه، بحيث ان ما ظنه اهلُ الالحاد والعلوم من نقاط ضعف ومدار نقص، أثبتته الرسالة بقواعدها العلمية أنه لمعات اعجاز ومنابع كمال بلاغة القرآن.
اما الشبهات فقد اُجيبت عنها اجوبة قاطعة من دون ذكر الشبهة نفسها وذلك لئلا تتكدر الأذهان. كما في الآية الكريمة ﴿والشمس تجري..﴾ ﴿والجبال اوتاداً﴾. إلاّ ما ذكرناه من شبهاتهم في المقام الأول من الكلمة العشرين حول عدد من الآيات.
ثم ان هذه الرسالة (المعجزات القرآنية) وإن كُتبت باختصار شديد وفي غاية السرعة إلاّ أنها قد بيّنت جانب البلاغة وعلوم العربية بياناً شافياً باسلوب علمي رصين وعميق يثير اعجاب العلماء.
وعلى الرغم من ان كل بحث من بحوثها لا يستوعبه كل مهتم ولا يستفيد منه حق الفائدة، فإن لكلٍ حظه المهم في تلك الرياض الوارفة.
والرسالة وإن أُلّفت في اوضاع مضطربة وكتبتْ على عجل، ومع ما فيها من قصور في الافادة والتعبير، إلاّ انها قد بينت حقائق كثير من المسائل المهمة من وجهة نظر العلم.