الكلمات | الذيل الاول | 607
(599-608)

هذا، وانه كلام علاّم الغيوب.
وهكذا، لأجل مزايا وخواص القرآن الكريم هذه التي أشير اليها في ست نقاط، وفي ست جهات، وفي ستة مقامات، دامت حاكميته النورانية الجليلة وسلطانه المقدس المعظم، بكمال الوقار والاحترام مضيئة وجوه العصور ومنورة وجه الأرض أيضاً، طوال ألف وثلاثمائة سنة. ولأجل تلك الخواص أيضاً نال القرآن الكريم ميزات قدسية حيث ان لكل حرف من حروفه عشرة أثوبة وعشر حسنات في الأقل، وعشر ثمار خالدة، بل ان كل حرف من حروف قسم من الآيات والسور يثمر مائة أو ألفاً أو أكثر، من ثمار الآخرة، ويتصاعد نور كل حرف وثوابه وقيمته في الأوقات المباركة من عشرة الى المئات.. وامثالها من المزايا القدسية قد فهمها سائح العالم، فخاطب قلبه قائلاً:
- حقاً إن هذا القرآن الكريم المعجز في كل ناحية من نواحيه قد شهد باجماع سوره وباتفاق آياته، وبتوافق أسراره وأنواره، وبتطابق ثماره وآثاره، شهادةً ثابتة بالدلائل على وجود واجب الوجود، وعلى وحدانيته سبحانه، وعلى صفاته الجليلة، وعلى أسمائه الحسنى، حتى ترشحت الشهادات غير المحدودة لجميع أهل الايمان من تلك الشهادة.
وهكذا، فقد ذكرت في المرتبة السابعة عشرة من المقام الأول اشارة قصيرة لما تلقاه السائح هذا، من درس التوحيد والايمان من القرآن الكريم:

لا إله إلا الله الواجب الوجود الواحد الاحد الذي دَلَّ على وجوب وجوده في وحدتهِ: القرآن المعجز البيان، المقبولُ المرغوبُ لأجناس المَلَكِ والإنس والجانِ، المقروء كل آياته في كل دقيقة بكمال الاحترام، بألسنة مئات الملايين من نوع الانسان، الدّائم سَلطنتهُ القدسيةُ على أقطار الأرض والاكوان، وعلى وجوهِ الاعصار والزمان،

لايوجد صوت