الكلمات | اللوامع | 1016
(965-1035)

والتذكير.
ويقظة المسلمين وصحوتهم الاجتماعية تسلّم لكل فرد ما يخص العموم من الدلائل، وتضع لهم الميزان.
فايمان كل شخص لا ينحصر بدليله، ولا يستند الوجدان اليه وحده، بل والى اسباب لا تحد في قلب الجماعة ايضاً.
فلئن كان رفض مذهب ضعيف يصعب كلما مرّ عليه الزمن. فكيف بالاسلام الذي هيمن طوال هذه العصور هيمنة تامة، وهو المستنِد الى اساسين عظيمين هما: الوحي الإلهي، والفطرة السليمة.
لقد التحم الاسلام وتغلغل في اعماق نصف المعمورة، بأسسه الراسخة وآثاره الباهرة. فسرى روحاً فطرياً فيه. فأنّى يستُره كسوفٌ وقد انزاح عنه الكسوف تواً.
ولكن وياللاسف يحاول بعض الكفرة البلهاء واهل السفسطة ان يتعرضوا لأسس هذا القصر الشاهق العظيم، كلما سنحت لهم الفرصة.
ولكن هيهات.. فهذه الاسس لا تتضعضع ابداً.
فليخرس الالحاد الآن، ولقد افلس ذلك الديوث.
ألا تكفيه تجربة الكفران ومزاولة الكذب والبهتان.
كانت هذه الدار، دار الفنون (الجامعة). في مقدمة قلاع عالم الاسلام تجاه الكفر والطغيان، بيد أن اللامبالاة والغفلة والعداوة، تلك الطبيعة الثعبانية المنافية للفطرة، شقّت فرجة خلف الجبهة فهاجم منها الالحاد، واهتزت عقيدة الامة ايّ اهتزاز.
فلابد أن تكون طليعة الحصون المستنيرة بروح الاسلام، اكثَرها صلابة وازيدها انتباهاً ويقظة، هكذا تكون والاّ فلا. فلا ينبـغي ان يُخدع المسلمون.
ان القـلب مستـقر الايمـان، بينما الدماغ مرآة لنوره، وقد يكون مجاهداً وقد يزاول كنس الشبهات وادران الاوهام.
فان لم تدخل الشبهات التي في الدماغ الى القلب لا يزيغ ايمان الوجدان.

لايوجد صوت