الكلمات | اللوامع | 1021
(965-1035)

والذي يصدر عن هذا: ذوق، يُدرَك به الاعجاز.
لساننا يعجز عن التعبير عنه، والفكر يقصر دونه.
فتلك النجوم السماوية تُشاهَد ولا تُستمسك.
طوال ثلاثة عشر قرناً من الزمان يحمل أعداء القرآن روح التحدي والمعارضة..
وتولدت في أوليائه واحبائه.. روح التقليد والشوق اليه.
وهذا هو بذاته برهان للاعجاز،
اذ كُتبت من جراء هاتين الرغبتين الشديدتين ملايين الكتب بالعربية، فلو قورنت تلك الملايين من الكتب مع القرآن الكريم، لقال كلُ من يشاهد ويسمع، حتى أكثر الناس عامية، دونك الذكي الحكيم:
ان هذه الكتب بشرية.. وهذا القرآن سماوي.
وسيحكم حتماً:
ان هذه الكتب كلها لا تشبه هذا القرآن ولا تبلغ شأوه قطعاً.
لذا فإما انه أدنى من الكل. وهذا معلوم البطلان وظاهر بالبداهة.
اذن فهو فوق الكل.
ولقد فتح أبوابه على مصراعيه للبشر ونشر مضامينه أمامهم طوال هذه المدة الطويلة. ودعا لنفسه الأرواح والأذهان.
ومع هذا لم يستطع البشر معارضته، ولا يمكنهم ذلك. فلقد انتهى زمن الامتحان.
ان القرآن لا يقاس بسائر الكتب ولا يشبهها قطعاً.
اذ نزل في عشرين سنة ونيف نجماً نجماً ــ لحكمة ربانية ــ لمواقع الحاجات نزولاً متفرقاً متقطعاً. ولأسباب نزول مختلفة متباينة. وجواباً لأسئلة مكررة متفاوتة. وبياناً لحادثات أحكام متعددة متغايرة. وفي أزمان نزول مختلفةمتفارقة. وفي حالات تَلَقٍّ متنوعة متخالفة. ولأفهام مخاطبين متعددة متباعدة. ولغايات ارشاداتٍ متدرجة متفاوتة.
وعلى الرغم من هذه الأسس فقد أظهر كمال السلاسة والسلامة

لايوجد صوت