الكلمات | الكلمة العاشرةالمقدمة | 123
(122-135)

الكبار - تلــك القــوة المعنــوية لهــؤلاء الذين لا حيــلة لهم ولا قــوة، ولحطـّم نفسياتهم، ولدمّر حياتهم ونغَصها فتبكي عندئذٍ جميع جوارحــهم ولطـائفهم من روح وقلب وعقل مع بكاء عيونهم. فإما أن تموت احاسيسهم وتغلظ مشاعرهم أو يصبحوا كالحيوانات الضالة التعسة.
الدليل الثاني:
اِن الشيوخ الذين هم نصف البشرية، انما يتحملون ويصبرون وهم على شفير القبر بـ (الايمان بالآخرة). ولا يجدون الصبر والسلوان من قرب انطفاء شعلة حياتهم العزيزة عليهم، ولا من انغلاق باب دنياهم الحلوة الجميلة في وجوههم اِلاّ في ذلك الايمان. فهؤلاء الشيوخ الذين عادوا كالاطفال واصبحوا مرهفي الحس في أرواحهم وطبائعهم، انما يقابلون ذلك اليأس القاتل الأليم الناشئ من الموت والزوال، ويصبرون عليه بالأمل في الحياة الآخرة. والاّ فلولا هذا الايمان بالآخرة لشعر هؤلاء الآباء والامهات - الذين هم اجدر بالشفقة والرأفة والذين هم في أشد الحاجة الى الاطمئنان والسكينة والحياة الهادئة - ضراماً روحياً واضطراباً نفسياً وقلقاً قلبياً، ولضاقت عليهم الدنيا بما رحبت، ولتحولت سجناً مظلماً رهيباً، ولانقلبت الحياة الى عذاب أليم قاسٍ.
الدليل الثالث:
ان الشباب والمراهقين الذين يمثلون محور الحياة الاجتماعية لا يهدّئ فورة مشاعرهم، ولا يمنعهم من تجاوز الحدود الى الظلم والتخريب، ولا يمنع طيش انفسهم ونزواتها، ولا يؤمّن السير الافضل في علاقاتهم الاجتماعية الاّ الخوف من نار جهنم. فلولا هذا الخوف من عذاب جهنم لقلب هؤلاء المراهقون الطائشون الثملون بأهوائهم الدنيا الى جحيم تتأجج على الضعفاء والعجائز، حيث (الحُكُم للغالب) ولحوّلوا الحياة الانسانية السامية الى حياة حيوانية سافلة.
الدليل الرابع:

لايوجد صوت