الكلمات | ذيل المقام الثاني من الكلمة الثالثة عشرة | 206
(205-207)

وستين سنة.. والذي يصدق كل حكم من احكامه ودعاويه ملايين من أرباب الحقيقة.. والذي يحـتفظ بمكانـته المقـدسة في قلوب ملايـين الحــفاظ فــي كــل دقيقـة.. والـذي يرشـــد البشرية بألسـنـتــهم، ويبشرها باسلوبه المعجز بالحياة الباقية والسعادة الدائمـة، مضمداً بها جراحــاتها الغائرة، بل يبشر بها بألوف آياته القوية الشديدة المكررة، بل قد يخبر عنها صراحة أو اشارة بعشرات الألوف من المرات، ناصباً عليها ما لايعد من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة والحجج الثابتة.
فان لم تفقد البشرية صوابها كلياً ولم تقم عليها قيامة - مادية أو معنوية - فستبحث حتماً عن القرآن الكريم المعجز البيان كما حدث في قارات العالم كله ودولها العظمى، وحدث فعلاً في السويد والنرويج وفنلندا، ومثلما يسعى لقبوله خطباء مشهورون من انكلترا وتقوم بالبحث عنه جمعية تتحرى الدين الحق وهي ذات شأن في أمريكا.. ولابد انهم بعد ان يدركوا حقائقه سيعتصمون به ويلتفون حوله بكل مهجهم وارواحهم. ذلك لأنه ليس من نظير للقرآن في معالجة هذه الحقيقة، ولن يكون، ولا يمكن ان يسد مسدّ هذه المعجزة الكبرى شئ قطعاً.
ثانياً:
ان رسائل النور قد أظهرت خدماتها كسيف ألماسي قاطع بيد هذه المعجزة الكبرى، حتى ألزمت الحجة أعداءها العنيدين وألجأتهم الى الاستسلام، وانها تقوم بوظيفتها بين يدي هذه الخزينة القرآنية من حيث كونها معجزةً لمعانيه المعجزة على نحو تستطيع ان تنور القلب والروح والمشاعر، مناولةً كلاً منها علاجاتها الناجعة، ولا غرو فهي الداعية الى هذا القرآن العظيم والمستفيضة منه وحده ولا ترجع الاّ اليه.
وانها اذ تقوم بمهمتها خير قيام، انتصرت في الوقت نفسه على الدعايات المغرضة الظالمة التي يشيعها أعداؤها، وقضت على أشد الزنادقة تعنتاً، ودكّت أقوى قلاع الضلالة التي تحتمي بها وهي

لايوجد صوت