بالغايات. وفي الوقت الذي تدور بما يشبه جذبة حب وشوق مولوية(1) بكمال الدقة والنظام ضمن غايات سامية.. ففي الوقت الذي تشهدين هذا، وتعلمين ذلك فكيف يسوغ اذن أن تكون الزلزلة الشبيهة بهزّ عطف كرة الارض(1) مظهرة بها عدم رضاها عن ثقل الضيق المعنوي الناشئ من اعمال البشر، ولا سيما أهل الايمان منهم، كيف يمكن أن تكون تلك الحادثة المليئة بالموت، بلا قصد ولا غاية كما نشره ملحد ظناً منه أنها مجرد مصادفة، مرتكباً بذلك خطأ فاحشاً ومقترفاً ظلماً قبيحاً؟ اذ صيّر جميع ما فقده المصابون من أموال وارواح هباء منثوراً قاذفاً بهم في يأس أليم. والحال أن مثل هذه الحوادث تدّخر دائماً أموال أهل الايمان، محولة اِياها بأمر الحكيم الرحيم، الى صَدَقة لهم. وهي كفّارة لذنوب ناشئة من كفران النعم.
فلسوف يأتي ذلك اليوم الذي تجد الارض المسخرة وجهها دميمة قبيحة بما لطخ زينتها شركُ اعمال البشر ولوّثها كفرانه، فتمسح عندئذٍ وجهها بزلزلة عظيمة بأمر الخالق، وتطهّره مفرغةً أهل الشرك بأمر الله في جهنم، وداعيةً أهل الشكر: (هيا تفضلوا الى الجنة).
(1) تشبيه لطيف بالمريد المولوي الذي يدور حول نفسه وحول حلقة الذكر بحلاوة الخشوع ونشوة الذكر. والمولوية طريقة صوفية منتشرة في تركيا. ــ المترجم.
(1) كتب البحث بمناسبة الزلزال الذي حدث في أزمير. ــ المؤلف.