الكلمات | الكلمة التاسعة عشرة | 307
(297-313)

أنطق أمثال الغزالي بـ (ليس في الامكان أبدع مما كان) - أن تتغير هذه الحقائق الى قبح خشين، وظلم موحش، وتشوش عظيم. أي بعدم مجئ الآخرة؟ إذ سماع أدنى صوت من أدنى خلق في أدنى حاجة وقبولها بأهمية تامة، مع عدم سماع أرفع صوت ودعاء في أشد حاجة، وعدم قبول أحسن مسؤول، في أجمل أمل ورجاء؛ قبحٌ ليس مثله قبح وقصور لا يساويه قصور، حاشا ثم حاشا وكلاّ.. لا يقبل مثل هذا الجمال المشهود بلا قصور مثل هذا القبح المحض.
فيا رفيقي في هذه السياحة العجيبة، ألا يكفيك ما رأيت؟ فإن أردت الإحاطة فلا يمكن، بل لو بقينا في هذه الجزيرة مائة سنة ما احطنا ولا مللنا من النظر بجزء واحد من مائة جزء من عجائب وظائفه، وغرائب اجراآته..
فلنرجع القهقرى، ولننظر عصراً عصراً، كيف اخضرت تلك العصور واستفاضت من فيض هذا العصر؟ نعم، ترى كل عصر تمر عليه قد انفتحت أزاهيرُه بشمس عصر السعادة، وأثمر كلُ عصر من امثال أبي حنيفة والشافعي وأبي يزيد البسطامي وجنيد والشيخ عبد القادر الكيلاني.. والامام الغزالي والشاه النقشبندي والامام الرباني ونظـائـرهم ألوف ثمـراتٍ منـوراتٍ من فيض هـداية ذلك الشخص النـورانـي. فلنؤخر تفـصيلات مشـهـوداتـنا في رجوعـنـا الـى وقـت آخـر، ونصـلّي ونسلّم على ذلك الذات النوراني الهادي، ذي المعجزات بصلوات وسلام تشير الى قسم من معجزاته:
على من اُنزل عليه القرآن الحكيم من الرحمن الرحيم من العرش العظيم.
على سيدنا محمد ألفُ ألفِ صلاةٍ وسلام بعدد أنفاس أمته.
على مَن بشّر برسالته التوراة والانجيل والزبور والزبر.
وبشّر بنبوّته الارهاصات وهواتف الجن وكواهن البشر وانشقّ باشارته القمر..سيدنا محمد ألفُ ألفِ صلاةٍ وسلام بعدد حسنات

لايوجد صوت