الكلمات | المقام الثاني | 359
(354-361)

يُسر). ولابد أن عملي هذا يوافق مذهباً من المذاهب الاسلامية الحقة، وهذا يكفيني. حيث يكون وسيلة لأن ألقي بنفسي بين يدي خالقي ومولاي ساجداً متضرعاً أطلب المغفرة، واعترف بتقصيري في العمل، وهو السميع المجيب.
 الوجه الخامس:
وهو الوساوس التي تتقمص اشكال الشبهات في قضايا الايمان:
فكثيراً ما يلتبس على الموسوس المحتار خلجات الخيال، فيظن انها من بنات عقله، اي يتوهم ان الشبهات التي تنتاب خياله كأنها مقبولة لدى عقله، اي أنها من شبهات عقله، فيظن ان اعتقاده قد مسّه الخلل.. وقد يظن الموسوس احياناً اخرى ان الشبهة التي يتوهمها انما هي شك يضرّ بايمانه.. وقد يظن تارة اخرى ان ما يتصوره من رؤى الشبهات كأن عقله قد صدّقه.. وربما يحسب ان كل تفكير في قضايا الكفر كفراً، اي أنه يحسب ان كل تحرٍ وتمحيص، وكل متابعة فكرية ومحاكمة عقليه محايدة لمعرفة اسباب الضلالة انه خلاف الايمان. فأمام هذه التلقينات الشيطانية الماكرة يرتعش ويرتجف، ويقول : (ويلاه! لقد ضاع قلبي وفسد اعتقادي واختل). وبما أنه لا يستطيع ان يصلح تلك الاحوال بارادته الجزئية وهي غير ارادية على الأغلب، يتردى الى هاوية اليأس القاتل.

أما علاج هذا الجرح فهو:
ان توهم الكفر ليس كفراً كما ان تخيل الكفر ليس كفراً وان تصور الضلالة ليس ضلالة مثلما أن التفكير في الضلالة ليس ضلالة، ذلك لأن التخيل والتوهم والتصور والتفكر.. كل اولئك متباين ومتغاير كلياً عن التصديق العقلي والاذعان القلبي. اذ التخيل والتوهم والتصور والتفكر امور حرة طليقة الى حدٍ ما، لذلك فهي لا تحفل بالجزء الاختياري المنبثق من ارادة الانسان، ولا ترضخ كثيراً تحت التبعات الدينية. بينما التصديق والاذعان ليسا كذلك، فهما خاضعان

لايوجد صوت