الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 727
(688-734)

هينّ عليه كإحياء ذبابة في الربيع ولهذا فالآية الكريمة ﴿ما خَلقكم ولا بَعثُكُم إلاّ كَنَفْسٍ واحدة﴾ أمرٌ حق وصدق جلّى لا مبالغة فيه ابداً.
وهكذا يتحقق عندنا ان الفاعل - الذي نحن بصدده - قادرٌ مقتدرٌ ولا يمنعه شئ.

الأساس الرابع
كما ان هناك مقتضى ومبرّراً للقيامة والحشر، وان الفاعل الذي يُحدث الحشر قادر مقتدر، كذلك فان هذه الدنيا لها القابلية على القيامة والحشر أيضاً، فدعوانا (قابلية الدنيا) هذه فيها أربع مسائل:
الأولى: ان موت هذا العالم ممكن وليس ذلك محالاً.
الثانية: وقوع ذلك الموت فعلاً.
الثالثة: من الممكن بعث الدنيا المندثرة وعمارتها بصورة (آخرة).
الرابعة: وقوع هذا البعث وهذه العمارة فعلاً.
المسألة الأولى: من الممكن أن يموت هذا العالم وتندثر هذه الكائنات. ذلك ان كان الشئ داخلاً في قانون التكامل، ففي كل حالة اذن هناك نشوء ونماء، وان النشوء والنماء هذا يعني ان له عمراً فطرياً في كل حالة، وان العمر الفطري يعني أنّ له على كل حالة أجلاً فطرياً، وهذا يعنى ان جميع الأشياء لا يمكن أن تنجو من الموت، وهذا ثابت بالاستقراء العام والتتبع الواسع.
نعم، فكما ان الانسان هو عالم مصغر لا خلاص له من الإنهيار، كذلك العالم فانّه انسان كبير لا فكاك له من قبضة الموت، فلابدّ ان سيموت، ثم يبعث، أو ينام ويفتح عينيه فجر الحشر.
وكما أن الشجرة وهي نسخة مصغرة للكائنات لا يمكنها النجاة من التلاشي والتهدم، كذلك سلسلة الكائنات المتشعبة من شجرة

لايوجد صوت