الكلمات | الكلمة الثلاثون | 736
(735-771)

المقصد الاول
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿إنّا عرضنا الامانةَ على السموات والأرض والجبال فأبَيْنَ أن يحملْنَها
وأشفَقنَ منها وَحَمَلها الانسانُ إنه كان ظلوماً جهولاً﴾(الاحزاب:72)
من الخزينة العظمى لهذه الآية الجليلة، سنشير الى جوهرة واحدة من جواهرها، وهي: أن الأمانة التي أبَت السمواتُ والارضُ والجبالُ ان يحملنها، لها معانٍ عدة، ولها وجوه كثيرة. فمعنىً من تلك المعاني، ووجهٌ من تلك الوجوه، هو:(أنا).
نعم ! ان (انا) بذرةٌ، نشأت منها شجرة طوبى نورانية عظيمة، وشجرة زقوم رهيبة، تمدان اغصانَهما وتنشران فروعَهما في أرجاء عالم الانسان من لدن آدم عليه السلام الى الوقت الحاضر.
وقبل ان نخوض في هذه الحقيقة الواسعة نبين بين يديها (مقدمة) تيسّر فهمها. وهي:
المقدمة
ان (انا) مفتاح؛ يفتح الكنوز المخفية للاسماء الإلهية الحسنى، كما يفتح مغاليق الكون. فهو بحد ذاته طلسمٌ عجيب، ومعمىً غريب. ولكن بمعرفة ماهية (انا) ينحَلّ ذلك الطلسم العجيب وينكشف ذلك المعمى الغريب (أنا) وينفتح بدوره لغز الكون، وكنوز عالم الوجوب.
وقد ذكرنا ما يخص هذه المسألة في رسالة (شمة من نسيم هداية القرآن) كالأتي:
(اعلم! ان مفتاح العالم بيد الانسان، وفي نفسه، فالكائنات مع انها مفتحة الابواب -ظاهراً- إلاّ انها منغلقة -حقيقةً- فالحق سبحانه وتعالى أودع من جهة الأمانة في الانسان مفتاحاً يفتح كل ابواب

لايوجد صوت