الكلمات | الكلمة الثلاثون | 737
(735-771)

العالم، وطلسماً يفتح به الكنوز المخفية لخلاّق الكون، والمفتاح -هو- ما فيك من (انا). إلاّ ان (انا) ايضاً معمىً مغلق وطلسم منغلق. فاذا فتحتَ (انا) بمعرفة ماهيته الموهومة -وسر خلقته- انفتح لك -طلسم- الكائنات كالآتي).
ان الله جل جلاله وضع بيد الانسان امانةً هي: (انا) الذي ينطوي على إشارات ونماذج يستدل بها على حقائق اوصاف ربوبيته الجليلة وشؤونها المقدسة. اي يكون (انا) وحدة قياسية تُعرَف بها اوصاف الربوبية وشؤون الالوهية.
ومن المعلوم انه لا يلزم ان يكون للوحدة القياسية وجود حقيقي، بل يمكن ان تركَّب وحدة قياسية بالفرض والخيال، كالخطوط الافتراضية في علم الهندسة. أي لا يلزم لـ(أنا) ان يكون له وجود حقيقي بالعلم والتحقيق.
سؤال: لِمَ ارتبطت معرفة صفات الله جلّ جلاله واسمائه الحسنى (بأنانية)(1) الانسان؟
الجواب: ان الشئ المطلق والمحيط، لا يكون له حدود ولانهاية؛ فلا يُعطى له شكل ولا يُحكَم عليه بحكم، وذلك لعدم وجود وجه تعيّنٍ وصورةٍ له؛ لذا لاتُفهم حقيقة ماهيته.
فمثلاً: الضياء الدائم الذي لا يتخلله ظلام ، لا يُشعَر به ولا يُعرَف وجودُه الاّ اذا حُدّد بظلمة حقيقية أو موهومة.
وهكذا، فان صفات الله سبحانه وتعالى -كالعلم والقدرة- واسماءه الحسنى -كالحكيم والرحيم- لانها مطلقة لا حدود لها ومحيطة بكل شئ، لا شريك لها ولاندّ، لايمكن الاحاطة بها أو تقييدها بشئ، فلا تُعرف ماهيتها، ولا يُشعر بها؛ لذا لابد من وضع حدٍّ فرضي وخيالي لتلك الصفات والاسماء المطلقة، ليكون وسيلة لفهمها حيث لا حدود ولا نهاية حقيقية لها وهذا ما تفعله (الانانية) أي ما يقوم به (انا)؛ اذ

(1) ليس المقصود من (الانانية) تلك الصفةالمذمومة في الانسان، وانما اشتقاق من (أنا). ــ المترجم

لايوجد صوت